د.سماح ضاوي العصيمي
ظهرت رئيسة The Walt Disney Company في لقاء سابق بأن الشركة المنتجة للأفلام الأمريكية الشهيرة أن لديها عددًا من الأبطال المثليين في أفلامها، وأنها تعمل على إنتاج أفلام تروج لأفكار وقيم الشذوذ الجنسي خاصة على أجيال ما بعد الألفية، وأن لديها رؤية متعددة المراحل لتطبيع حقوق الشواذ بين الأطفال من خلال الشخصيات الكارتونية الخاصة بالشركة.
وبينت لاحقًا الشركة على لسان رئيسها التنفيذي (Keri Burke) أن الشركة الترفيهية الأولى عالميًّا لم تعد تستهدف زوار المنتزهات الترفيهية والترحيب بهم على أنهم سيدات ورجال بل بـ(الحالمون أو الأصدقاء) في إطار إزالة التحية الجندرية والتركيز والتنوع المجتمعي والشمول وأجندتها غير السرية للمثليين.
وقد ظهرت صرخات تحذيرية أمريكية شهيرة تحذر الشركة من دعم الشواذ على حساب الأطفال أبرزهم المذيعة الأمريكية المخضرمة (ميجان كيلي) ورفض السماح لها بممارسة نشاطها الشاذ أمام الأطفال، وموجهين رسالة للآباء والأمهات بضرورة تفحص أي فيلم للشركة قبل مشاهدة الأطفال له حيث إن ديزني وأفلامها لم تعد التي نعرفها! إضافة لحظر بعض الولايات الأمريكية كفلوريدا تعليم الأطفال نشاطاً جنسيًّا عن الهوية والتوجه الجنسي لا تتناسب مع أعمارهم وطفولتهم؛ ما سبب بعض القلق والاضطراب أمام شركة ديزني التي أطلقت ما يسمى Reimagine Tomorrow لزيادة نشاط ما يمثل مجموعات الأقليات وشمولها.
وقد أعلنت ديزني قبل أيام إيقافها عرض أفلامها التي تحوي أي ترويج عن المثلية أو دعوات للشذوذ في الشرق الأوسط بعد خسارتها للمعركة القضائية الشرسة التي تبنتها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وبعض دول الشرق الأوسط؛ ما يتوافق ذلك ونهج السعودية والتزامها بالمبادئ الإنسانية المعتدلة والفطرية السوية عبر الإجراءات الدولية المسلَّم والمعمول بها، وحماية الطفولة من اللوبي المثلي المرتبط بترددات مرضية مصاحبة أبرزها ما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 90 % من المصابين بجدري القرود هم من ذوي الميول المثلية إضافة للاضطرابات النفسية من قلق واكتئاب...، وقبل ذلك العقيدة النقية للشعوب المحافظة التي تنفر من أي خلل قد يشوب الفطرة وينكسها.
ولعلي هنا أستدرك في هذا المقال أن التنوع الاجتماعي العابر للإطار الطبيعي للعقد الإنساني يكون عقبة تنموية ومعطلًا إنسانيًّا لكل ما هو خادم ونافع وينحدر بالشعوب ومكتسباتها إلى الأعماق المظلمة في الفكر الإنساني؛ حيث يجسد هذا التطبيع للشذوذ لدى شعوب العالم المتبنى من الشركات العملاقة -الترفيهية خاصة- ما يسمى بـ (الفوضوية الفكرية الخلّاقة) التي تأنفها جميع الأديان والحضارات على مر التاريخ الإنساني.