عثمان بن عبدالمحسن العبدالكريم المعمر
أحياناً يلتبس عليك الأمر فلا تعلم من أين تبدأ ولا كيف تبدأ عندما كنت في أولى سنواتي الدراسية الابتدائية كنت أعيش في كنف والدي في قرية وادعة من قرى إقليم سدير يلفها الهدوء وتغشاها الطمأنينة ولم نكن نحظى وقتها في هذه المدرسة بأي نوع من أنواع الممارسات الرياضية وفي أواخر السنة الثالثة الابتدائية طلب منا الذهاب عصراً للمساهمة في تنظيف أرضية مكان منبسط قرب القرية استعدادا لاتخاذه ملعباً لكرة القدم ولكن بعدها بأيام فقط انتقلنا إلى مدينة الرياض وكانت بالنسبة لنا نقلة نوعية من حيث حجم المدينة وكثرة الناس والسيارات والمحلات التجارية والأسواق والشوارع المعبدة والعمائر والمساكن المسلحة والمآكل المختلفة والجديدة علينا وكثرة البشر من مختلف الجنسيات ولا سيما الأخوة الحضارم واليمنيين الشماليين والعمانيين والدروز واللبنانيين.
بعد سنوات بدأنا نسمع عن الأندية الرياضية في مدينة الرياض وجدة وانتقلت العدوى لبقية المدن الكبيرة والصغيرة وبدأ تطبيق الطابور الرياضي الصباحي للتمارين السويدية في المدارس في الصباح الباكر وانتشرت بعض الألعاب الرياضية في المدارس وخارجها خلاف كرة القدم مثل كرة الطائرة وكرة السلة وكرة تنس الطاولة وانتشرت النوادي الرياضية في المدن الكبيرة والصغيرة وبزغ نجم فريق كرة قدم في مدينة حرمة أتخذ اسماً مدوياً وأطلق عليه اسم فريق الفيصلي تيمناً باسم أسد من أسود المملكة وهو الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ووالديه واخوانه، فهم حماة الديار بعد الله فهم أسودها ونجومها.
برز الفيصلي كناد محترف في مجال كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية وله نشاط اجتماعي وإنشائي واسع ويطلق عليه إضافة إلى هذا الاسم المبجل والشهير لقب عنابي سدير وأصاب نصيباً واسعاً من الشهرة وما زال وعرفت مدينة حرمة واشتهرت بهذا النادي العريق ولا سيما بعد ما حقق الفوز الشهير بكأس خادم الحرمين الشريفين قبل سنتين.
واليوم أطل علينا دور وبطولات الفريق النسوي المنبثق من النادي الفيصلي الكبير والأب لكل الأنشطة الرياضية الذي حقق الفوز على كثير من الأندية الرياضية في بطولة المملكة للسيدات لريشة الطائرة (فردي) حيث حقق فريق الفيصلي مراكز متقدمة في البطولة على كافة الفئات السنية حيث حقق ست ميداليات من أصل تسعة (6 من أصل 9) في البطولة وأصبح أفضل فريق حاز على الميداليات في بطولة المملكة للريشة الطائرة للسيدات - فردي - على مستوى المملكة وبعد كل هذا الإنجاز من النادي الفيصلي النابض بالحياة من فئة الجنس الناعم وإنجازات الفيصلي السابقة في كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة وإنجازاته في ميادين كثيرة اجتماعية وإنسانية كل هذا وأكثر يجعل من النادي الفيصلي المتجدد الشباب دائماً مصدر فخر واعتزاز ليس لأهالي مدينة حرمة فحسب وإنما لإقليم سدير بل لبلادنا الكبيرة المملكة العربية السعودية بفضل الدعم والتوجيه المستمر من ولاة الأمر والمسؤولين والأهالي وعشاق العنابي ومشجعيه من الجنسين وأسرة النادي العريقة على أن يكون في الصدارة دائماً وأبداً منذ تأسيسه ولن يكون هناك عوائق وحواجز تحول دون الطموحات الكبرى لرعاته ومنسوبيه ومحبيه.
وفق الله الجميع لما يدخل البهجة والسرور على الجميع نادياً ومسئولين ومحبين ومشجعين وإلى الأمام يا فيصلي حرمة وعنابي سدير والمملكة.
ولكم منا كل الحب والتقدير وإلى الأمام والصدارة في كل الميادين الرياضية والاجتماعية والإنسانية كما عهدناكم شباباً وشابات وشيوخاً مخلصين وسدد الله على دروب الخير خطاكم وأنار لكم المسالك.