عجبي من بعض الأشخاص يعاملون الناس على مزاجهم، إن كان مزاجهم جيداً عاملوك أحسن معاملة وإن كان العكس عاملوك بحماقة.. لماذا؟
لم أجد جواباً.. والمشكلة أنهم يتغيرون عليك والمطلوب منك أن لا تتغير!
ما أعلمه هو أن ظروف كل شخص خاصة به وحده فقط والأدب في الكلام والمعاملة حق للجميع فلا خلط بين المشاكل والظروف الشخصية بالتعامل مع الآخرين لأن هذا قد يخسر بعض الأشخاص الذين لا يعوّضون مرة أخرى خصوصاً من يتنازلون كثيراً فلا تجعل مزاجيتك سبب خسارة بقدر ما تتفهم وتُقدر.
كما أن التوازن مطلوب وجميل العمل به حفظاً للنفس والغير من المعاناة النفسية، لكم أن تتخيلوا أن لأحدهم زميلاً في العمل مضطر لأن يتعايش معه، تارة يكون اجتماعياً ومتواضعاً وتارة يبدو وكأنه يكره من حوله ويتعامل معهم بطريقة غير مناسبة وهذا أمر مزعج جداً، يجعل المرء ينفر من صاحبه.
وبالمعاناة من اضطر وانجبر على حاملي هذه الصفة لكنهم لن يستمرون في أي علاقة لأن المعروف كل إنسان له طاقة تحمل وسيتنازل كثيراً لكن إلى متى؟
حتى في موضوع العمل أو بيئة الأصحاب أو الأهل من يتعامل بمزاجه سيعلم مع مرور الأيام نفور الناس منه ومعاناتهم وهذا الأمر يبدو ملحوظاً عليهم وحامل هذه الصفة حتى وإن لم يشعر لكن كل شيء بالنسبة له يصبح أكثر صعوبة بما في ذلك الحفاظ على الوظيفة أو تشكيل علاقات جديدة، بل وحتى الحفاظ على العلاقات القائمة حالياً مع الأهل والأصدقاء.
أتفهم كثيراً وأقدّر من يمر بظروف وأسعى في الوقوف معه والدعاء له لكن من يجعل كل حياته بالمزاج ودائماً يعامل الناس على هذا الأساس ويوهم نفسه أنه اشترى راحة باله مقابل خسارة علاقات ووظائف ووو ... إلخ التعامل معه يكون مرهقاً جداً سواءً لصاحبه أو من حوله من أصدقاء ومعارف فإن كنت تتعامل مع شخصية مزاجية على الدوام ولكنها في الوقت ذاته متحكمة ومتسلطة وتحمّلك مسؤولية ما تشعر به سوء مزاج ربما يجدر بك إعادة التفكير في إبقاء صاحب هذه الشخصية في حياتك.
لنكن واقعيين..
في بعض الأحيان قد تكون مثل هذه الشخصية مجرد زميل أو قريب بعيد، لذا من الصحيح والأفضل لك أن تخرج من حياتك أمثاله.
في أحيان أخرى قد يكون صاحب الشخصية المزاجية مقرباً جداً منك، لكن هنا عليك أن تتذكر أمراً، مهما تعددت العلاقات البشرية بأنواعها يجب أن تُبنى على الأخذ والعطاء المتبادل، فإن وجدت نفسك تكتفي بالعطاء فقط كأن تحتمل مزاجية هذا الشخص لكنه لا يتقبل مزاجيتك أو شخصيتك، فالأفضل بلا شك أن تمضي بعيداً عنها وإلا ستجد نفسك تعيساً طوال حياتك.
المزاجية في التعامل تفسد نصف العلاقات وأحياناً كلها..
أصلح الله حال الجميع..