عبده الأسمري
بدأت منذ أشهر تأسيس منهج خاص ومبتكر بعنوان «الدبلوماسية السلوكية» بعد تفكير عميق وتحليل أعمق لمرئيات وخبرات ومعارف وضعت من خلالها أسساً جديدة تقي الإنسان من «مسالك» سلبية وتنقذ الفرد من «سلوكيات» مضللة, وبعد التقصي والاستقصاء والتفكر والتدبر تمكنت بفضل الله أن أضع الإطارات العامة والعناوين العريضة لهذا المفهوم الذي أراهن أنه سيكون إضافة حقيقية وإضافة واقعية لملء «مشارب» علم النفس بالعديد من النظريات والتطبيقات التي تسهم في الوقاية من المرض النفسي والسلامة من الاضطراب السلوكي.
قدمت في الفترة القادمة عدداً من المحاضرات المتعلقة بمنهج الدبلوماسية السلوكية, وقد أبدى العديد من رجال الفكر وقامات الجامعات إعجابهم بهذا المنهج, وأعكف حالياً على تجهيز أول كتاب في هذا المفهوم, ولديّ توجه إلى رفعه للجامعات الراغبة في تبني هذا المشروع العلمي المتخصص, والذي أجزم ضرورة وجوده ضمن مناهج الدراسة وبرامج التدريب وخطط التطوير..
الدبلوماسية السلوكية.. منهجية علمية ومعرفية وسلوكية تسهم في صناعة «الرقي» في السلوك وصياغة «الارتقاء» في المسلك وصولاً إلى توظيف فن التعامل بين البشر وتسخير مهارات ردود الأفعال أمام المثيرات في «استجابات» تعكس التزام الإنسان بالحدود الكفيلة لإنتاج سلوكيات حميدة في القول والفعل تؤدي إلى وقف «السوء» ومنع «الأخطاء.
تسهم الدبلوماسية السلوكية في تعليم وتأهيل موظفي خدمات العملاء في القطاعين الحكومي والخاص على امتصاص غضب «المراجعين» وسحب أعراض «المنفعلين» والتحكم في ردات الفعل الصادرة من الذات والسيطرة على المؤثرات السمعية والبصرية من خلال وجود ثقافة كاملة بالمفهوم تحتم المضي بلغة التعامل وآلية الحوار إلى منصات «الصواب» والمكوث في دوائر «المنطق» وإجادة الدور الوظيفي وربطه بالسلوك الإنساني.
تعتمد الدبلوماسية السلوكية على «الذكاء» النفسي الذي يزيد من «مساحات» الأمن السلوكي ويرفع من أرصدة» الرضا الشخصي من خلال منظومة من الأفكار التي تصنع الفارق في الابتعاد عن مسارات الاختلاف والنأي عن دورب الخلاف وفق منطلقات ذاتية تحكم «السلوك» وتدرس «التعامل» وتضع السلوكيات الصادرة تحت «مجهر» المراقبة الذاتية التي تمنع ظهور «الأخطاء» وصدور «الخلافات»..
الدبلوماسية السلوكية مفهوم «جميل» يسهم في إراحة النفس وفي تذليل الصعاب وفي تسهيل الأمور وفي رقي التعامل وجمال الأسلوب مما يوظف روح «القيم» الإسلامية التي ترتكز على حسن الخلق وتركز على محاسن التعامل ..
تمتلئ «جنبات» التعاملات في معترك الحياة ومدارات العيش بالعديد من المصادمات في «تقاطعات» إجبارية تقتضي الاعتراض أو التعارض ما بين مثيرات واستجابات وتحتم الافتراض أو المفروض ما بين مصابرة ومكابرة لذا فإن الدبلوماسية السلوكية «حل» نافع ودواء شافع لفك طلاسم» الحيرة النفسية في التعاطي مع البشر من خلال «ثقافة» استباقية تقتضي الغنيمة من الخير والسلامة من الشر.
تكتظ ذاكرة «البشر» بالعديد من المواقف التي تولدت عنها «أخطاء» ظلت في دوائر «الندم» وتجارب تركزت في جوانب «العبر» الأمر الذي جعل «خارطة» الحياة ممتلئة بمتاهات «التوجس» ومليئة بتكهنات «الخوف» في ضروريات «التعامل» مع المحيطات الاجتماعية المختلفة من أسرة وعائلة وبيئات دراسة ومجالات عمل مما يجعل الدبلوماسية السلوكية بشرى جديدة تعيد للشخصيات المتألمة «اعتبارات» الاستفادة من الماضي والإفادة من الحاضر والإجادة في المستقبل في كل ما يخص «التلاقي» مع الآخرين في تقاطعات «العيش» وطرائق «التعايش».
تأتي الدبلوماسية السلوكية كمنهج يصنع «الاقتدار» في وقف سيل «التوجسات» من الأخطاء مما يؤهل الإنسان المستفيد من هذا المفهوم إلى رسم «خرائط» اليقين وجني ثمار «الرضا» الذاتي وتوظيف استثمار «الاقتناع» الشخصي من خلال ما تشربه في بداية التعلم ووظفه في آلية التطبيق وحصده في نتيجة الانضباط.
الدبلوماسية السلوكية معنى جديد للحياة وسر من أسرار صناعة «الصواب» وأداة من أدوات توظيف «المنطق» يستطيع الإنسان من خلالها المضي في الحياة بطرق تعاملات جديدة تتكيف مع الظروف المختلفة وتتأقلم مع الشخصيات المتغيرة وتتواءم مع المتغيرات المفاجئة..
الدبلوماسية السلوكية ..المنهج القادم الذي نحتاجه في حياتنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا وهو النهج الذي سنكسب من خلاله «الخبرات» ونحصد من معينه «الخيرات» في كل شؤون الحياة وشتى دروب العمر..