يحتفل العالم باليوم الدولي للشباب في كل عام في اليوم الثاني عشر من شهر أغسطس، مسلطاً الضوء هذا العام 2022م على أهمية التضامن بين الأجيال؛ لبناء عالم لجميع الأعمار وعمارة كوكب الأرض بالاستفادة الكاملة من إمكانيات الأجيال جميعها؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستثمار هذا اليوم؛ لزيادة مستوى الوعي بالتحديات التي تواجه الأجيال وتحول دون تحقيق التضامن لاسيما التمييز ضد كبار السن وما يرتبط به من معيقات في مجال التوظيف أو المشاركة في التعلّم أو التدريب، وتبصيرهم بما تحدثه هذه التحديات من فجوات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي، وحفز الشباب لابتكار حلول تساهم في تحقيق رفاهية الفرد والمجتمع، وتحسين العلاقات بين الأجيال.
وللمملكة العربية السعودية سجل حافل وسيرة عطرة في العناية بقطاع الشباب وتوثيق الروابط الاجتماعية بين الأجيال وتمكينهم للمشاركة في تحقيق الإنجازات العملاقة التي تحققت وما زالت تتحقق بسواعد الشباب وحكمة الشيوخ -بعد توفيق الله- وتؤدي دورها كشريك مؤثّر وفاعل في تحقيق رخاء كوكب الأرض ونمائه، فالرؤية السعودية 2030م بما ارتكزت عليه من محاور (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) وبما تضمنته من برامج ومبادرات ومشاريع، تؤمن بأن الشباب هم القلب النابض بالطاقة والحيوية والقادر على إحداث التغيير وتحسين الحاضر وبناء المستقبل الزاهر، وقد أكد على ذلك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حيث قال «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها - بعون الله».
ويأتي إطلاق برنامج تنمية القدرات البشرية ضمن منظومة برامج تحقيق رؤية المملكة كإستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز القدرات البشرية الوطنية محلياً وعالمياً، وتتغلب في الوقت ذاته على الكثير من التحديات التي كانت تحول دون تحقيق التضامن بين الأجيال، ويركز البرنامج على عدد من المبادئ الإستراتيجية منها:
- توفير حلول وفرص لمن هم خارج النظام التعليمي، ودعمهم لمواصلة تعليمهم مدى الحياة وإزالة الحواجز المرتبطة بالعمر في مجال التوظيف والتدريب والتعلم.
- التوسع في رياض الأطفال وتحسين جودتها؛ لما لها من دور مؤثِّر في تحسين جودة حياة الأسرة والأطفال في مستقبل حياتهم؛ حيث فقد أشارت دراسات كثيرة ومنها دراسة بنجامين بلوم الشهيرة (1964م) إلى أن نسبة 80 % من تباين الأفراد في سن الثامنة عشرة يرد إلى أدائهم العقلي في السنوات الأولى من عمرهم.
- إتاحة مسارات تعليمية ومهنية مختلفة للمرحلة الثانوية وتنويع فرص التعلم لجميع الطلاب.
- توفير فرص تعليمية متنوّعة بحسب احتياجات سوق العمل في سبيل إعدادهم للمستقبل، سعياً لتقليص البطالة وتوليد فرص العمل المتعددة.
- تقديم التوجيه والدعم، ورفع الوعي حول مقومات النجاح في سوق العمل.
- إتاحة فرص الابتكار ودعم وتطوير مهارات ريادة الأعمال.
- زيادة النماذج التعليمية التي تسمح للكبار بالتعلّم وتطوير مهاراتهم.
كما أطلقت العديد من الوزارات -استجابة لأهداف الرؤية - الكثير من برامج الدعم والتمكين للشباب ومنها:
- برنامج المحفزات الوظيفية للقطاع غير الربحي الذي أطلق حزمة من المحفزات ولعل أبرزها محفز العمل المرن من حيث المكان والوقت والأيام ومحفز عقود التوظيف المتنوّعة والجاذبة لمختلف فئات الموظفين ومحفز المعاشات التقاعدية وتقديم خيارات متعددة لنظام المعاشات ضمن التأمينات الاجتماعية ومحفز المسارات الوظيفية والتطوير المهني وإعارة وتدوير الموظفين داخل القطاع وخارجه.
- براج الدعم والتمكين وهي منصات إلكترونية متنوّعة كـ (دروب - هدف - تمهير - حافز) وتعمل على تدريب منهم على رأس العمل أو تدريب القيادات المستقبلية أو تدريب الباحثين عن العمل الذين يواجهون صعوبة في التوظيف ودعمهم حتى التوظيف.
- برامج دعم التعطّل عن العمل وبرامج التمويل المدعومة من بنك التنمية الاجتماعية.
- برامج وزارة السياحة لتدريب وتأهيل الشباب، وهي برامج متنوّعة شملت التدريب المنتهي بالتوظيف، والابتعاث، وبرنامج بناء القدرات للمنشآت السياحية.
- برنامج دعم الحرفة والحرفيين، والذي يهدف إلى حفظ الإرث الحضاري وتقدير العاملين فيه.
ولم تكن هذه العناية بالشباب لتشغل قيادتنا الحكيمة عن تكريم وتقدير كبار السن، حيث صدرت الموافقة السامية هذا العام على تطبيق مشروع نظام جديد؛ لحفظ حقوق كبار السن ورعايتهم ومنحهم الامتيازات التقديرية التي تمكنهم من الحصول على الخدمات والامتيازات بيسر وسهولة، كما ركّز النظام على تنظيم مسؤوليات العناية بكبير السن داخل الأسرة، وحماية حقوقه في المجال الاجتماعي والمالي والقانوني وفق أفضل الممارسات العالمية، وذلك لضمان استقرار الأسرة وترابط المجتمع وإشراكهم جميعا في المساندة والدعم.
إن هذه الجولة السريعة في أحد برامج رؤية المملكة العربية السعودية2030م هي غيض من فيض، وتصريح موثّق بالأدلة والشواهد بأن فعاليات الاحتفال الشباب بدأت أفعالاً كباراً منذ إطلاق رؤية 2030 عام 2016 وفي هذا دلالة أكيدة على العناية الفائقة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه- لتحقيق أهدافنا الوطنية والتنموية المستدامة، واغتنام انسجامها وتكاملها مع أهداف التنمية المستدامة ليكون العالم مفعماً بالرخاء والسلام والازدهار.
** **
تويتر: @n- uf- lyan
N- uf- lyan0@gmail.c- m