الذكر مخلوق كي يكون ذكراً والأنثى خُلقت كي تكون أنثى، حتى في غير الإنسان من المخلوقات الأخرى.
فالله - سبحانه وتعالى - خلق الرجل مكملاً للمرأة والمرأة مكملة للرجل وهذا هو التكامل الإنساني، أما ما يسمى الجنسية المثلية فهي إخفاق إنساني.
إنَّ جميع الأديان السماوية ترفض وتحرم الشذوذ الجنسي، إلا أنَّه رغم ذلك فقد وصلت المطالبات من الداعمين للمثلية إلى بابا الفاتيكان ومنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة لدعم الشاذين جنسياً، وهو ما يوضح حجم المشروع الذي يروَّج له وخطره على العالم.
الشذوذ الجنسي أمرٌ خطير على المجتمع والأسرة، يهدف إلى جرِّ الأطفال والشباب والجيل الناشئ للانحراف عبر إثارة الشهوات والغرائز، حتى يصبحوا مجرَّد «تابعين» لكي يسيطروا عليهم بالغرائز والشهوات؛ مما يجعلهم تابعين ومنقادين يسهل توجيههم والسيطرة عليهم.
إنَّ موضوع الترويج للشذوذ الجنسي الذي قد دخل مراحل متقدِّمة يستوجب المزيد من الحذر والانتباه من المجتمع والأسرة، كما أن الدعوة للشذوذ ليست للتسامح ودعم حقوق (مجتمع الميم الشاذ) كما يروجون لها وشعار القوس قزح وألوانه التي تعتبر فخراً للمثليين ورمزاً للسلام المزعوم، بل هي خططٌ ممنهجة ودعم لا محدود بالمال والسلطة من دول وشخصيات كبيرة ومشاهير على مستوى العالم، وقد أقاموا عدة اجتماعات ولقاءات لتحقيق أهدافهم، وقد قدموا توصياتهم، وكانت أول توصية وقرار لهم هو دعم المثلية والشذوذ الجنسي بالعالم أجمع، ووضع حقوق لهم والسماح لإقامة زواج المثلية نظامياً في قوانين الدول، ومطالبة الدول بإعطائهم حقوقهم والسماح لهم بذلك تحت مظلة حقوق الإنسان.
وهناك هدف خفي لدعم المثلية والشذوذ الجنسي وهو تقليص عدد سكان الأرض؛ لأن التكاثر البشري في ازدياد وهذا خطر على الكوكب بزعمهم، ودعم الشذوذ الجنسي (المثلية الجنسية) بدورها تضعف خصوبة الجنس البشري مما يقلل التكاثر، فالشاذ جنسياً غير منتج لا يستطيع إنجاب ذرية، كما أكدت أكثر الدراسات الطبية، إضافة إلى ما وصلت إليه الدراسات الطبية الحديثة وحذرت منه منظمة الصحة العالمية بأن الشذوذ الجنسي سبب انتشار الأمراض الخطيرة مثل الإيدز والسيلان والزهري وجدري القرود الذي ظهر أخيرًا.
وفي أحدث التقارير فإن الإحصائيات تشير إلى أن معظم المصابين بفيروس (الإيدز) هم من الشواذ جنسياً وتصل نسبتهم إلى 42.2 في المئة، وأغلب المصابين بفيروس جدري القرود الحديث هم من الشاذين جنسياً (المثليين).
وقد ارتفعت أصوات رافضة للشذوذ والمثلية الجنسية في الغرب والولايات اَلْمُتَّحِدَة الأمريكية، لأن صغار السن باتوا يقبلون عليها حتى أصبحت الموضة والشهرة بسبب كثافة الترويج لها.
يذكر أن 80 في المئة من أرفف الكتب المخصصة للأطفال من جميع الأعمار في المكتبات الأميركية تحتوي على مواضيع الشذوذ الجنسي، بالإضافة إلى دعم الشركات العالمية لإنتاج الأفلام والرسوم المتحركة وقنوات التواصل الاجتماعي والمشاهير على مستوى العالم وتقديم الدعم لهم وكل من يدعم المثلية يقدم له المال والشهرة والدعم اللامحدود، وكشفت شركة مشهورة للإنتاج الرسوم المتحركة والأفلام خطة لنشر الشذوذ في العالم.
حيث ذكرت رئيسة الشركة أنها ستجعل 50 في المئة من الشخصيات وأبطال أفلام الرسوم المتحركة مثليي الجنس (شواذ) فهي مخصصة وموجهه لفئة الأطفال، وهذا يبين الدعم الكبير للمثلية. وقد منعت 14 دولة من ضمنها الدولة العربية والإسلامية وغيرها كثيراً من الأفلام السينمائية والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد شاذة جنسياً.
أخيرا لا يخفى على كل أب وأم أهمية التربية لأبنائهم والحفاظ على أفكارهم لأن أهم قضية في التربية هي الأمن، أن يكون أبناؤنا آمنين في عقولهم وأجسادهم، والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتنشئة الأسرية السليمة، فالاستقرار النفسي والعاطفي للأبناء مهم في زرع الثقة والطمأنينة وعدم انحرافهم وتأثرهم وراء الترويج للأفكار الهدامة؛ لأنه خططهم سوف تدمر الفطرة السليمة لدى أطفالنا والأطفال عادة لا ينسون ما يشاهدونه كما قيل في المثل (العلم في الصغر كالنقش في الحجر). لذلك لا بد من الانتباه والوقوف ضد هذه الأفكار الخطيرة التي تريد تغيير خلق الله والطبيعة الإنسانية لصالح ثقافات مصطنعة مدمرة للبشرية تهدف إلى القضاء على الجنس البشري.
** **
- مستشار تربوي وباحث بالأمن الفكري