د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا جدال أن مرض السكري يلتهم من عمر الفرد ما متوسطه ( 5-10) سنوات ، ويلتهم من ميزانية وزارة الصحة ملايين، إن لم تكن مليارات الريالات. من جهة أخرى، أعتقد أنه لو اختفى مرض السكري اليوم فسوف تشغر 35 % من أسرة المستشفيات، هذه الأرقام ليست رجمًا بالغيب بل من واقع اطلاع شخصي.
هناك من لا ينظر إلى الإصابة بالسكري على أنه مرض عضوي بقدر ما هو خلل في نمط حياة الفرد، ونحن هنا نتحدث تحديدًا عن السكري من النوع الثاني، حيث يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين بصورة طبيعية إلا أن المشكلة تكمن في رفض (مقاومة) خلايا الجسم دخول الأنسولين إليها حاملًا معه السكر (الغذاء)، مما ينتج عنه تراكم السكر في الدم، وعندما يتراكم السكر في الدم تحصل مشكلات صحية تدمر أنسجة الجسم وأعضاءه. وفي العموم يؤكد الأطباء أن المصاب بالسكري يمكن أن يعيش حياة طبيعية مثله مثل غير المصاب بالسكري شريطة أن يغير نمط حياته (تغذية قليلة النشويات وممارسة الرياضة وحصوله على دعم اجتماعي معنوي صحي).
ولكي يعيش المصاب بالسكري حياة طبيعية يجب ألا يزيد ما يتناوله من الكربوهيدرات عن 50-80 جم يوميًّا (100 جم من الرز بها 28 جم كربوهيدرات، مثلًا). وعندما يتناول مريض السكر الكمية المسموح بها من الكربوهيدرات فسوف يعيش عندئذٍ حياة طبيعية بإذن الله.
هناك اعتقاد ووهم خاطئ مفاده أن مريض السكري محروم من التنعم بالغذاء، وهذا غير صحيح على الإطلاق. بقي أن أسأل: هل مدارسنا مهيأة للتعامل مع الطلاب المصابين بمرض السكري؟، وهل المعلمون مهيأون للتعامل مع إصابات السكري بين الطلاب؟ أرجو ذلك.