عبدالعزيز المعيرفي
تولي الدول الكبرى اهتماماً كبيراً في وسائل إعلامها إلى درجة أن الدول الكبرى أنشأت ما يزيد عن 25 قناة إخبارية أجنبية ناطقة باللغة العربية من دول مختلفة حول العالم تخاطب العالم العربي لتبقى على اتصال دائم معه وتعزز الصورة الذهنية له وتضمن وصول الرسائل المطلوب إيصالها للناطقين بالعربية.
وبالرغم من المكانة الكبيرة والرائدة التي تمتلكها المملكة عالمياً إلا أنها تغيب عن وجود وسائل إعلام ناطقة باللغة الإنجليزية بينما لا توجد لدينا سوى صحيفتين ناطقتين باللغة الإنجليزية واللتين هما بأمس الحاجة إلى نقلهما من المحلية إلى العالمية.
فنحن اليوم بحاجة إلى نقلة نوعية للإعلام السعودي بأشكاله كافة عبر إطلاق قنوات إخبارية إنجليزية أو صحف إنجليزية، وليس ذلك فحسب بل يجب أن نوجد برامج تأهيلية لإعداد محللين اقتصاديين وسياسيين وكتاب وإعلاميين قادرين على المشاركة في القنوات العالمية وإيصال رسالتنا بوضوح للعالم أجمع، كما أننا بحاجة ماسة لدعم وسائل الإعلام التقليدية كالقنوات الحالية والصحف المحلية والتي أتمنى أن يتم حوكمتها وتغيير نموذج عملها ليصبح لديها مصادر دخل مستدامة، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والشركات العالمية والمحلية وشركات صندوق الاستثمارات العامة والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية التي تنتهجها وسائل الإعلام الدولية التي استطاعت أن تضع لها مكانة في سوق العلاقات العامة من خلال صناعة محتوى إخباري مميز ونشر معلومات حصرية عبر الصحف الدولية الأجنبية جعلت من هذا القطاع صناعة تدر أرباحًا كبيرة.
وفي ظل ما نشهده من نهضة غير مسبوقة في المملكة لتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي تبرز من خلال مشاريع نوعية وتغييرات إيجابية جذرية في مختلف المجالات تضع المملكة في مقدمة مصاف الدول المتقدمة يحتم علينا أن يواكب ذلك انطلاقة إعلامية قوية من خلال وسائل إعلامية تخاطب الرأي العام محلياً وإقليمياً وعالمياً.
إن تغيب وسائل إعلامنا سواء الإخبارية أو غيرها أضاع علينا الكثير من الفرص، فلوا استثمرت الجهات الإعلامية في الترويج للمشاريع الكبرى بالمملكة ليس بتقارير إخبارية فحسب وإنما بأفلام وثائقية وسينمائية وإنتاج مواد إعلامية متنوعة مكتوبة ومرئية ومسموعة وبثها عبر وسائل متنوعة تخاطب الجمهور الأجنبي بالطريقة التي تناسبه سيسهم في تعزيز الصورة الذهنية عن المملكة والتعريف بها من ناحية وتعزيز صناعة الإعلام من ناحية أخرى.