عبد الله سليمان الطليان
أصبحت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على درجة خطيرة من التوجيه بفعل المحتوى الغزير الذي أخذ في التأثير على حياة الناس عامة، وصار هناك سباق محموم نحو إبراز الذات من قبل شريحة واسعة في المجتمع على درجة كبيرة من الاختلاف في ثقافتها وإن كان الأكثر هم الأفراد المتدني الثقافة البسيطة حتى في جانب الأخلاق، والتي يمكن أن تكون أحياناً معدومة على نحو مخجل، وهذا يتضح من خلال قلة الحياء والاحترام للذوق العام الذي يشهد انحطاطاً أخلاقيا مزرياً، الشيء الذي أريد أن سلّط الضوء عليه هو أحياناً التدخل في شؤون حياة الناس عامة من قبل معدومي هذه الثقافة التي في أبسطها الحياء والاحترام، الذي يفسر من قبلهم على أنه ارتقاء في مستوى التفكير الحر الذي جعل من بعض الأخلاقيات المتأصلة والتي لا تخدش الذوق العام على أنها من الماضي، ومقولة نحن نعيش في زمن مختلف في تطوره.
لقد ولد التدخل في شؤون الناس وبخاصة الداخلية الكثير من المشاكل التي ما زالت تتفاعل يوماً بعد يوم لا يوجد لها رادع قوي يمنع من تفشيها بشكل كبير وتأثيرها على الترابط الأسري وكذلك الاجتماعي الذي يعتبر أقوى تماسك يسعى إليه الكثير من المصلحين في داخل المجتمع من خلال المحاضرات والخطب وقنوات الإعلام الهادفة، ولعل الفئة المراهقة هي أساس من يعصف بواقع الأسر التي تعاني معاناة قاسية من المشاكل الأسرية، وذلك ناتج عن التدخل غير المباشر من قبل شخصيات وسائل التوصل الاجتماعي (التافهة) بمحتوى سلبي يبعث على الاشمئزاز والقبح والاستهجان، التي ترى في هذا المحتوى يدل على إبراز الشخصية وتخليصها من قيود واقع الأسرة المتشدّد في (اعتقادها). لذلك أتمنى تغليظ العقوبة وتشديدها في هذا الجانب الذي آثاره واضحة على واقع الكثير من الأسر في مجتمعنا.