محمد ناصر الأسمري
حفل تراثنا العربي بأوصاف وتواصيف للجمال، سواء أكان لوسامة الرجل أو جمال المرأة. ولم يكن هذا فقط في الشعر العربي الفصيح، بل حتى العامي.
لعل من يتسمَع للمغنى من الشعر، يقف على جماليات الألفاظ التي قيلت من الشعراء وبهاء الأصوات التي زادتها الأنغام بريقاً وجذباً للأذن والعين.
يمكن اعتبار أم كلثوم المغنية المصرية رحمها الله مثالاً لجماهيرية المستمتعين في جل الأغاني التي غنتها لعدد من الشعراء العرب من عدة بلدان، سواء ما كان شعرا فصيحاً أو عامياً، ف أغداً القاك للشاعر السوداني الهادي آدم والاطلال للشاعر الطبيب المصري إبراهيم ناجي، وثورة الشك للأمير عبد الله الفيصل وغيرهم يجد قوة الكلم ونبض النغم، ما يضفي فرحاً وسروراً مبعداً لبعض الأوجاع والهموم
لعل من الشعر العامي المغني ما يرتقي بالذائقة أيضا جمالاً، عبد الحليم حافظ الذي يقال أن أصوله من المجمعة من أسرة الشبانة، عندما غنى (قولي من زيك، والله ما لم زي، دا البدر من ضيك صعب عليه الضي).
كذلك ما غنته أم كلثوم (هات عينيك تسرح في دنيتهم عينيا، هات ايديك ترتاح ل لمستهم ايديا، أو دا القمر من فرحينا ح ينور اكثر، الشجر قبل الربيع ح نشوفه أخضر.
اقتنيت الأسبوع الفارط كتاب: الفروق اللغوية المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ) ووجدت وصفا وتوصيفا عن البهاء والجمال (أَن الْبَهَاء جهارة المنظر يُقَال رجل بهي إِذا كَانَ مجهر المنظر وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْء من الْحسن وَالْجمال قَالَ ابْن دُرَيْد بهي يبهى بهاء من النبل، فَهُوَ أَعم من النبل أَلا ترى أَنه يُقَال لَك فِي المَال وَالْعشيرَة جمال وَلَا يُقَال لَك فِي المَال نبل وَلَا هُوَ نبيل فِي مَاله وَالْجمال أَيْضا يسْتَعْمل فِي مَوضِع الْحسن فَيُقَال وَجه جميل كَمَا يُقَال وَجه حسن وَلَا يُقَال نبيل بِهَذَا الْمَعْنى وَيجوز أَن يكون معنى قَوْلهم وَجه جميل أَنه يجْرِي فِيهِ السّمن وَيكون اشتقاقه من الْجَمِيل وَهُوَ الشَّحْم الْمُذَاب) ثم جاء في الكتاب (الْفرق بَين الْجمال والبهاء انه الْحسن وَالَّذِي قَالَ ابْن دُرَيْد صَحِيح أَلا ترى أَنه يُقَال شيخ بهي وَلَا يُقَال غُلَام بهي وَيُقَال بهأت بِالْمَرْءِ إِذا أنست بِهِ وناقه بهاء إِذا أنست بالحالب. وصدق رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عن الرفق وحسن المعاشرة (ما كان الرفق في شيء الا زانه).
زاد الله كل الخيرين في كل مجالات الحياة رفقا وزينة في الأقوال والأفعال.