د.وليد الروساء
أجرى علماء في جامعة ستانفورد دراسة على 165 طفلاً تراوح أعمارهم ما بين (4 - 5) سنوات بين عامي 1965 و1969، قاسوا خلالها قدرتهم على تحمل تأخير الإشباع. فوزعت الحلوى على الأطفال وطلب منهم تأخير أكلها قليلاً، ويكافئ كل من استجاب بإعطائه قطعة حلوى ثانية. لاحظ الباحثون انقسام الأطفال إلى قسمين: قسم أطال النظر في الحلوى فلم يقاوم حلو منظرها، فالتهم قطعته مباشرة، وقسم آخر أبعد الحلوى عنه، وأشغل نفسه بالنظر بعيداً في الجدار والأسفل، فنجح في تصبير نفسه لانتظار الجائزة الأكبر.
فاستخلص العلماء أن القدرة على تأخير الإشباع يؤدي إلى نتائج أفضل. فأطفال الطبقة الوسطى ذوو الدخل الجيد والتحصيل العلمي المرتفع أكثر قابلية للنجاح في الاختبار، لتعودهم على النجاحات الصغيرة المتكررة. وانسحاب تلك النجاحات الصغيرة إلى جوانب أخرى كالنجاح الاجتماعي، والإيجابية والمسؤولية. كما لوحظ على من أخر الإشباع في صغره تمتعهم بمستوى تعليمي جيد، ورشاقة، وخلو حياتهم من القلق، والتوتر والإحباط فضلاً عن الإدمان والمخدرات.
النجاح هو عبارة عن مجموعة من النجاحات الصغيرة، كل نجاح صغير يشجع على النجاح الذي يليه، وتستمر سلسلة النجاح المتوالية حتى يتم النجاح النهائي. درس الأب الابتدائي، فالمتوسط، فالثانوية، فالجامعة، وأنت تكمل الماجستير حتى يتم ابنك الدكتوراه. صبرت عن أكل طبق الحلوى الشهي في فترة الصيام المتقطع حتى تأكله في آخر الشهر. النجاح هو تحمل خطوة واحدة فقط للإمام حتى تجني الحلوى. تطوير نفسك بشكل يومي وتعويد ذاتك على النجاحات الصغيرة ومكافئتها عليه بشكل مستمر يسهم في تأخير الإشباع، وتعويد النجاحات ومقاومة الفشل وتكرار المحاولة، قالت العرب: من تأنى نال ما تمنى.