حمد بن عبدالله القاضي

مبشّرات سارة تبلور قرب انفراج أزمة العمالة الإندونيسية وبعدها- إن شاء الله- الفلبينية التي من المؤمل أن تتم عودتها قريبا مثل الإندونسية وبما يحفظ حقوق كل الأطراف: الأفراد من مواطنين وعمالة والشركات السعودية والخارجية.

* * *

بداية انفراج أزمة المنزلية هو توقيع اتفاقية عودة الإندونيسية الخميس الماضي، وستكون كما علمت بتكلفة معقولة تشمل التذكرة والتأشيرة والتأمين الصحي، كما سيكون هناك سقف محدد لأجر العمالة الشهري.

* * *

وبعد حوالي 22 يوما بحول الله تبدأ عودة هذه العمالة وستثمر عودتها عن توفر العرض واعتدال الأسعار، وسيتم ذلك عبر نظام إلكتروني في قناة موحدة تحت مراقبة وزارة الموارد البشرية.

* * *

نحيي ما بذلته وزارة الموارد البشرية من جهود ومفاوضات طويلة وما سعى له مسؤولوها وعلى رأسهم وزيرها ونائبه للموارد حتى أثمرت الجهود عن اتفاقية حل إشكاليات هذه الأزمة المزمنة.

* * *

بقي علينا بعد عودة العمالة الإندونيسية- إن شاء الله- وتباشير عودة العمالة الفلبينية ومع العمالة عموما.. بقي علينا دور مهم لاستمرار مجيء العمالة المنزلية.

فهناك بعضهم - وإن كانوا قلّة - يؤخرون رواتب العمالة المنزلية وبعضهم لا يحسن التعامل معهم، والنظام فرض عقوبات على من يؤخّر الأجر أو يسيء للعمالة.

وقبل ذلك ألزمتنا تعاليم ديننا بأداء حقوقهم فقد أمرنا رسولنا- عليه الصلاة والسلام- بعدم تأخيرالأجر «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه».

وأمرنا ديننا على لسان نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- بحديث عظيم وضع أسس التعامل الأخوي والإنساني يعنوانه: حسن المعاملة فقد قال عليه الصلاة والسلام:»إخوانُكم خَوَلُكم جَعَلَهم اللهُ تحت أيْديكم فمَن كان أخُوه تحت يَدِه فلْيُطعِمْه ممَّا يَأكُلُ ويُلبِسْه ممَّا يَلبَس ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم فإنْ كَلَّفتُموهم فأعينُوهم».

* * *

إن علينا أن نراعي الله في العمالة المنزلية ونوفّيهم حقوقهم فقد تركوا أوطانهم وأسرهم من أجل لقمة العيش والإنفاق على أهلهم.

* * *

وبعد

نأمل بإذن الله زيادة عروض العمالة المنزلية بعد حل مشكلة العمالة الإندنوسية وإقفال ملفها الشائك الذي ظلّ سنوات معلّقا رغم كل الجهود.

* * *

=2=

*شبر بشبر يتّسع لمتحابين.

*المكان لا يضيق بالناس.

بل الذي يضيق هو تنافرهم، وكراهيتهم لبعضهم.

وللخليل بن أحمد عبارة جميلة سمعتها من أخي الصديق الأثير د. عبدالعزيز الثنيان فقد كنا ذات يوم في لقاء عند أحد الأحبة وجاء عزيز على الصديق الثنيان ليجلس معه في (الكرسي) الذي يجلس عليه، فقال له: (أخشى أن أضيّق عليك) فقال له العزيز عبدالعزيز: (أنت تريحني ولا تضيق عليّ) ألم تسمع مقولة العالم الخليل بن أحمد: (شبر بشبر يتّسع لمتحابين والأرض على سعتها لا تتّسع لمتباغضين).

اللهّ ما أصدق وأوقع هذه الكلمة الأخاذة من الحكيم (الخليل بن أحمد).

* * *

=3=

آخر الجداول

قال الشاعر:

«وإن جرحتنا أكف الحياة

سكبنا الرضا في شفاه الجراح»