الثقافية - أحمد الجروان:
أظهرت بيانات تقرير وزارة الثقافة للحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2021م والذي حمل عنوان «الثقافة في الفضاء العام» شفافية عالية في سرد المعلومات الإحصائية والبيانات الرقمية، حيث جمعت بيانات التقرير من 151 جهة حكومية وخاصة مدققة من قبل وزارة الثقافة، وفُصلت بيانات التقرير في خمسة فصول هي الإدارة والصون، والإبداع والإنتاج، والمشاركات الثقافية، والمعارف والمهارات، والاقتصاد الإبداعي.
الإدارة والصون
أشار التقرير فيما يخص فعاليات أنشطة البحث العملي في مجال اللغة إلى هيمنة الملتقيات والندوات الافتراضية بالرغم من عودة الأنشطة الحضورية وذلك لما أحدثته تبعات جائحة كورونا خلال الفترة من العام 2019م و2020م، ففي عام 2021 أقيم مؤتمر مكة الثالث للغة العربية وآدابها افتراضيا مشتملاً على 13 جلسة علمية نوقش فيها العديد من القضايا اللغوية وتحديات التعريب وغيرها. وتراوح الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في شهر ديسمبر من العام نفسه بين الحضوري والافتراضي أسهمت في فعالياته العديد من المؤسسات والجامعات السعودية.وأفاد التقرير إلى نشر 232 ورقة علمية في عام 2021م مقابل 150 ورقة علمية في العام 2020م متعلقة بأبحاث اللغة العربية، موعزاً سبب الزيادة إلى اهتمام الجامعات المتصاعد بالتصنيف الأكاديمي للجامعات.وبينت نتائج صون التراث في التقرير إلى اكتشاف سته اكتشافات مهمة، خمسة منها في شمال المملكة والسادس في منطقة المدينة المنورة، كما شهد العام تسجيل مناطق جديدة في التراث السعودي في قوائم عالمية منها جزر فرسان سجلت كأول محمية سعودية في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي «ماب»، ومنطقة حِمى الثقافية بنجران في قائمة التراث العالمي (اليونسكو) وكذلك تسجيل مدينة بريدة في فنون الطهي بشبكة اليونسكو للمدن المبدعة.وفيما يخص الإدارة المستدامة لموارد التراث فقد أعلن عن مشروعين مهمين هما إعادة إحياء جدة التاريخية ومشروع السعودية الخضراء. وشهد العام زيادة في عدد المحميات حيث بلغت إجمالي مساحتها 322,418.58 كم2. وذكر التقرير بأن تطورات المرافق الثقافية كانت محدودة خلال عام 2021م باستثناء صالات السينما التي سجلت نمواً ملحوظا خلال عامي 2020م 2021 م بنسبة 63.63%.، وتقدر إجمالي المرافق الثقافية في المملكة بـ304 متحفاً، و85 مكتبة عامة تابعة لوزارة الثقافة، و262 مسرحا، 75 صالة عرض، و54 صالة سينما، و20 مقهى أدبي.
الإبداع والإنتاج
رصد التقرير في بياناته تعافي مؤشرات الإنتاج الثقافي بعد جائحة كورونا خلال العام، بخاصة في القطاعات التي تشهد بعدا حضوريا، حيث احتضن عام2021م أكثر من 46 عرضاً مسرحياً محلياً، وزادت أنشطة إقامة المعارض إلى ما يقارب الضعف حيث أقيم 121 معرضا حضوريا. وسلط التقرير الضوء على أحد أبرز القطاعات التي تدعم الحركة الإنتاجية من خلال إقامة مهرجانات الأفلام، إذ ساهم هذا القطاع في ارتفاع أعداد الأفلام المصنفة إلى 24 فيلماً خلال العام 2021م، وبلغ عدد الأفلام المحلية المشاركة في مهرجاني البحر الأحمر السينمائي ومهرجان أفلام السعودية 185 فيلماً قصيرا أو طويلاً.أما في مجال نشر الكتب، فقد سجلت ارتفاعاً طفيفا مقارنة بالعام الماضي وبلغ إجمالي العناوين المسجلة في مكتبة الملك فهد الوطنية 9042 عنواناً، وتشير اتجاهات النشر في الأعوام الأخيرة إلى أن قرابة ثلثي الكتب المنشورة تم تصنيفها في مجالات الأدب، والعلوم الشرعية، والتربية والتعليم.المشاركات الثقافيةوتشير مؤشرات معدلات الحضور إلى تعافي عام في القطاعات، إلى أن بعضها لا يزار متأثرا بتبعات جائحة كوفيد – ، ومن تلك المؤشرات الإيجابية استمرار نمو السياحة الثقافية الداخلية بالرغم من أن السياحة الثقافية الوافدة لم تزل متأثرة بالجائحة.وأفاد مسح المشاركة الثقافية لعام 2021م إلى أن 26.3%. مشارك في المسح أشاروا أن قلة زياراتهم للمهرجانات والفعاليات لأسباب صحية، مقابل 6% ممن أشاروا إلى زيادة مشاركاتهم، وأظهر المسح أيضاً انخفاضاً طفيفا في نسبة من يرغبون في استمرار الفعاليات الافتراضية مقارنة بعام 2020م، وحول تنوع الفئات المشاركة في الثقافة أوضح التقرير تقارب في مستويات المشاركة بين الذكور والإناث، وتنخفض المشاركة في المجال الثقافي بانخفاض الدخل والمستوى التعليمي في تحد أمام القطاع الثقافي وقدرته على الوصول إلى مختلف الفئات الاجتماعية.وأظهرت مؤشرات الاندماج الاجتماعي التي تتعلق بقطاع المؤسسات الثقافية الأهلية ونشاطات التطوع الثقافي، أن العام 2021م شهد نمواً كبيراً في المنظمات غير الربحية بواقع 58 منظمة غير ربحية. وعلى مستوى المشاركة التطوعية في الأنشطة ذات العلاقة بالثقافة في المنصات الوطنية للعمل التطوعي بلغ عدد المتطوعين بدون تكرار 28.555. متطوع من الذكور والإناث.
والمعارف والمهارات
رصد التقرير لعام 2021م عدداً من التطورات التي أدخلت على برامج التعليم العام لتعزيز الحضور الثقافي، وتمثلت في استحداث مواد جديدة ذات منحنى ثقافي وفني، كالتفكير الناقد للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وتدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي.وعلى الصعيد التعليم العالي أشار التقرير إلى توسع الجامعات في التخصصات الثقافية والفنية، وتماشياً مع التطورات الثقافية في قطاع التعليم العالي شهد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إقبالا متنامياً في دراسة التخصصات ذات العلاقة بالثقافة والفنون، حيث بلغ معدل النمو في أعداد المتقدمين 132% في الفترة من 2019م - 2021م، وبالرغم من تفوق نسبة الذكور في أعداد المتقدمين على الإناث، إلا أن أعداد المقبولين ضمن البرنامج تكشف ارتفاع نسبة الإناث المقبولات لدراسة أحد التخصصات ذات العلاقة بالثقافة والفنون، وهو ما تعكسه أيضاً أرقام الابتعاث الثقافي لعام 2021م الذي بلغت نسبة تمثيل الإناث 65.7%.
الاقتصاد الإبداعي
استناداً إلى بيانات تقرير الحالة الثقافية في المملكة للعام 2021م، بلغ عدد المؤسسات التجارية التي تعمل في القطاع الثقافي حتى نهاية العام أكثر من 36 ألف مؤسسة تجارية ينشط ما يقار نصفها في التصميم والخدمات الإبداعية، تليها الكتب والصحافة بنسبة 22%، ثم المؤسسات العاملة في الوسائط السمعي بصرية بنسبة 10.56%. أما بالنسبة للأنشطة الصناعية المتعلقة بالثقافة التي يبرز النشاط الإبداعي في عمليات الإنتاج فيها، يوجد في المملكة 369 مصنعاً يعمل في صناعة الأثاث، و156 مصنعاً في صناعة الملابس، و 113 مصنعاً في مجال النسيج.وتشير قيمة المبيعات قوة الطلب على بعض المنتجات والخدمات الثقافية، وفي العالم 2021م بلغت قيمة عمليات نقاط البيع للترفيه والثقافة 12.573.957ريالاً، أما السلع التي تدخل الأنشطة الثقافية في عمليات إنتاجها مثل الملابس والأحذية والمجوهرات المرتبطة بقطاع الأزياء، وكذلك المطاعم والمقاهي المرتبطة بفنون الطهي، فنجد أنّ المطاعم والمقاهي هي الأعلى نسبة في قيمة مبيعات نقاط البيع لعام 2021م بنسبة 13.84%، تليها الملابس والأحذية بنسبة 7.7%، والمجوهرات بنسبة 2.6%.
** **
@a_jarwan