رمضان جريدي العنزي
* لا تزكي أحدًا بالمطلق التام، ولا تفرط في مدحه، ولا تشيد به، ولا تبصم له بالعشرة الأصابع كلها، أترك إصبعاً واحداً فقد تحتاج أن تعضه ندماً إذا صدمت أو تفاجأت بشخص لا يستحق التزكية والإشادة، ولا يرقى لحد الإطراء والمدح.
* العمر يمضي سريعاً بصورة لا تصدق، تصاب بالصدمة عندما يناديك أحدهم بعمي، وتصاب بالدهشة أكثر عندما ترى شباباً كانوا أطفالاً أصبحوا فجأة يضاهونك طولاً وعرضاً، العمر قصير جداً، فامنحوا أنفسكم المناخ الجميل، والاستمتاع به بعيداً عن المنغصات والشك والريبة التي تعيق الحياة.
* لا تكونوا أسرى للظواهر الشكلية، والعناوين الكبيرة، والأطروحات الضخمة، فبعض البساطة فيها علو وأناقة وفخامة، وجل التصنع والأبهة والفخفخة فيها ميول وإعوجاج ورداءة.
* أسوأ أنواع الابتلاءات أن تبتلى بشخص سيء الفهم، محدود الإدراك، قصير البصيرة، عديم الحكمة، يرى نفسه أفهم الناس وأقدرهم وأعلمهم وأجلهم، وهو أجهلهم وأحمقهم وبليد في الفهم والإدراك والتعامل.
* ضع نفسك في المنزلة التي ترتضيها لها، مارس الهدوء والوقار والكلام الرزين، وتسامى عن الزل، وارتق بنفسك عن الضعف والهوان، وابتعد عن التعالي والتكبر والغلظة، وارتفع عن التميع وموبقات الكلام، مارس الصمت وإن تكلمت تكلم بحكمة تنتج عنها فائدة.
* الأبواب التي تغلق في وجهك قصدًا وعنوة لا تطرقها مطلقاً.
* لا تغتر أبداً بحالك، فمن المروءة أن تمنح نفسك نبل التواضع.
* لا تحاول أن تكون العارف بكل شيء، فهناك من هو أعلم منك وأفهم.
* عندما تستوعب بأن الدنيا فانية، تصبح كل الأشياء الكبيرة حقيرة.
* لا تعلق قلبك بغير الله، ولا ترفع سقف توقعاتك من الآخرين، ولا تتحسر على ما فات، وأعلم بيقين تام بأن لا راحة في الدنيا، ولا سلامة من الناس، ولا نجاة من الموت.
* الجبال الراسية لا تهمها الرياح العاتية، والأشجار الضاربة جذورها في الأرض لا تهزها الرياح العابرة، وكذلك الرجال الأقوياء لا يهزمهم الفشل، ولا يكسرهم اليأس، ولا يحطمهم الكلام الذي يشبه التراب.
* الإنسان الحقيقي ليس بمظهره وشكله ولونه وبشرته ونوع سيارته وكبر قصره وحديقته وشهادته ومنصبه وماله، بل بسلوكه وأخلاقه وطريقة تعامله وتفاعله مع الناس وخدمته لهم وتواضعه ورقي روحه وبشاشة ثغره ومروءته ورجولته وشهامته وثباته وصدقه، فلا تغرنكم المظاهر ولا يخدعنكم أصحابها، فالسراب ليس كالماء.