بكل أسى وحزن ومع خالص العزاء وصادق المواساة حيث ودعت محافظة الرس فقيدها الغالي.. سليمان بن علي ضيف الله اللزام.. أحد رجالها المشهورين المعروفين والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أسبوعين, والذي يحمل سيرة حسنة وذكرى طيبة ومحبة في قلوب معارفه, وسوف نتحدث عن سيرة الفقيد والتي يجهلها الكثير من خلال بعض المعلومات من القريبين ومعارفه, والذين ذكروا لنا وقفات عن حياته والتي يستحق الطرق لها في هذا المقال وذكرها.
في البداية ولد رحمه الله في الرس عام 1364 هجري وتوفي والده وهو صغير ونشأ يتيماً وتربى تحت عناية والدته المربية فاطمة بنت علي الدغيم رحمهما الله رحمة واسعة.
بدايةً تلقى تعليمه في المدرسة السعودية الابتدائية بمحافظة الرس ونال شهادتها, ثم عمل موظفاً لعدة سنوات في مؤسسة الخطوط السعودية في مكاتبها بالقصيم وجدة, ولكنه عاد لمواصلة دراسته وتم قبوله في المعهد الصناعي في محافظة جدة في تخصص ميكانيكا سيارات, وهي رغبة شديدة تراوده محبة وهواية لهذه المهنة, وتحققت أمنيته وتجاوز هذه المرحلة بنجاح حتى تخرج من المعهد بتفوق وتم تعيينه مدرباً لمدة ثلاث سنوات, ونظراً لتفوقه في العمل الحكومي تم تعيينه موظفاً إدارياً في الإدارة العامة لتعليم البنات في المنطقة الغربية لعدة سنوات, بعدها ترك العمل الحكومي وتفرغ للأعمال الحرة والتي نجح فيها خاصة في مجال المعدات الثقيلة والرافعات والحافرات سنوات كثيرة, إلا أنه اشتاق العودة إلى مسقط رأسه الرس حيث ظروفه العائلية ليكون قريباً من أهله وجماعته, ونظراً لكسبه العديد من الخبرات والتجارب العملية اتجه للعمل التجاري, وفتح محلاً تجارياً لقطع غيار للسيارات الأمريكية بأنواعها الجديدة والمستعملة لحاجة الرس لهذا المحل, وكذلك إنشاء أكبر ورشة صيانة للسيارات الأمريكية في المنطقة الصناعية بالمحافظة, وتعتبر من أشهر الورش ولا تزال تؤدي عملها تحت قيادة أولاده علي ومحمد حفظهم الله ومزودة بكافة الخدمات والفنيين ذوي الخبرة في هذا المجال.
ومع واقع سيرته العملية والخبرات التي اكتسبها في العديد من الأعمال ومنذ بداية أول مشوار حياته وحتى وداعه لهذه الدنيا وهو يكافح من أجل خدمة دينه ومليكه ووطنه.
كان رحمه الله محباً وعاشقاً للرحلات داخل وخارج المملكة خاصة مع صديق عمره الذي لا يفارقه في جميع رحلاته الأستاذ المربي. صالح منيع الرشيد.. أحد مسؤولي التعليم في الرس أمد الله في عمره, وأكثر جولاتهم لغرض الاستطلاع والسياحة وزيارة المنشآت الصناعية, وبالفعل زاروا العديد من مدن وقرى المملكة بل تعدى ذلك خارج المملكة لبعض الدول المتقدمة في سنواته الأخيرة كزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وعدد من دول أوروبا الغربية والشرقية ودول إفريقيا وآسيا وكافة الدول العربية والخليجية.
وفقيدنا الغالي ومن خلال سجله الحافل كان يستغل الوقت بما هو نافع ومفيد للدار الآخرة حيث عرف عنه محبته لأعمال الخير والإنسانية, ورعاية المساجد, ودعمه لحلقات القرآن الكريم في داخل المملكة وخارجها, وكذلك حبه للدروس العلمية وحب المطالعة خاصة الكتب الشرعية وغيرها من العلوم.. ولما اشتد عليه المرض في الثلاثة الأشهر الأخيرة حتى توفاه الله كان حريصاً كل الحرص في أعمال الخير في توجيه أبنائه والحرص في الاستمرار برعاية المساجد وبنائها وصيانتها.
أسأل الله العلي العظيم أن يجعل ما قام به في موازين حسناته وأن يكتب له الأجر والثواب إنه سميع مجيب الدعوات.
وقد توفي رحمه الله يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من شهر الحجة الماضي لعام 1443 هجري.. بعد معاناة مع المرض وعزاؤنا لأسرته وأبنائه وبناته وكافة عائلة اللزام في الرس وكافة مناطق المملكة وعزاء خاص للزميل الإعلامي سليمان محمد اللزام.
هذا وقد تمت الصلاة عليه في جامع الشايع في محافظة الرس وشيع في مقبرة الرس الجديدة بحضور جمع كبير من محبيه وأقاربه وأصدقائه والكل يدعو له بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
منصور بن محمد الحمود - الرس