التراث يعرف بأنه كل ما خلفه الأجداد للأبناء، وبمعنى آخر ما ورثته الأجيال السالفة للأجيال الحالية من العادات والتقاليد والآداب والفنون والقيم والمعارف الشعبية والثقافية والمادية. الثقافة هي بوصفها مجمل السمات المميزة التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة اجتماعية على أن تشمل المادية والفكرية والعاطفية إلى جانب طرائق الحياة، وأساليب العيش، ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات.
وتتميز الثقافة السعودية بغنى عناصرها من تراث مادي وإنساني وتقاليد وتطور حضاري عمراني مع النمو المستمر في الفنون البصرية والموسيقية والأدائية، وتماشى ذلك جنبًا إلى جنب مع حركات الإنتاج الفني في النشر والتأليف الأدبي والفكري.
لقد حرصت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة على تطوير التراث والثقافة مواكبة للعصر. وفي هذا السياق، لقد قامت بتغيرات كبيرة في عدد من المجالات، منها المجال الثقافي، بما يتوافق مع رسالة هيئة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.
يتميز التراث الشعبي السعودي بطعم خاص، له معان عميقة، تمتزج فيه الأصالة بالحداثة، ويفوح منه عبق الماضي وسحر التاريخ. التراث الشعبي في المملكة يؤسس إحدى ركائز الهوية الوطنية، فهو الوعاء الذي تستمد منه عقيدتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ولغتها وأفكارها. تعد الثقافة جزءًا أساسيًا من التحول الوطني الطموح الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية. وتنص رؤية المملكة 2030 على أن الثقافة من مقومات جودة الحياة، كما تشدد على أن المملكة بحاجة إلى زيادة نشاطها الثقافي من خلال تعزيز المكانة الثقافية للمملكة ودورها الثقافي على مستوى العالم. تعمل رؤية 2030 على تطوير النظام الثقافي، وتمكين قطاع الثقافة من تحقيق إمكاناته عبر آليات وبرامج عديدة، وهي تبذل قصارى جهودها لتحقيق هدفها النبيل 2030 لتصدير الثقافة السعودية المعتدلة بتاريخ وإرث وتقاليد عريقة إلى الأمم في عملية تلاقٍ وتبادل ثقافي إنساني.
إن رؤية 2030 تعمل على ازدهار المملكة العربية السعودية بمختلف ألوان الثقافة، وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم بما يسهم في بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة للإبداع والتعبير الثقافي.