فضل بن سعد البوعينين
لم تتوقف قناة الجزيرة عن استهداف المملكة من خلال برامجها الموجهة، وتزييفها الحقائق، والتشكيك في جهودها الرامية لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتهميش دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، ومحاولة شيطنتها أمام الرأي العام العربي، والغربي.
يبدو أن إستراتيجيتها الإعلامية الداعمة لمخطط إشاعة الفوضى في الدول العربية عامة، والخليجية على وجه الخصوص، وتمكين حزب الإخوان ما زالت قائمة وتدار بطريقة استخباراتية عميقة، ومنفصلة تماماً عن التقارب الخليجي الذي تحقق بعد قمة العُلا، ومصلحة الدول الخليجية، وأمن واستقرار المنطقة.
تصريحات خالد مشعل، رئيس حركة «حماس» بالخارج، وما قاله عن المملكة العربية السعودية ومزاعمه حول موقفها من الحركة، والقضية الفلسطينية، والموقوفين الفلسطينيين هو حلقة ضمن حلقات الاستهداف والشيطنة وقلب الحقائق، وترويج الكذب على الرأي العام من خلال الجزيرة.
فالمملكة أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وما زالت الجدار الأقوى في مواجهة إسرائيل، والأكثر مطالبة بحقوق الفلسطينيين، وهي الدولة التي تسعى لتعزيز موقف الفلسطينيين وخدمة قضاياهم من خلال القمم العربية والإسلامية التي تدعو إليها وتحتضنها.
شكك خالد مشعل، في مقابلته التي بثتها الجزيرة، في القضاء السعودي، والإجراءات الأمنية عندما صور مدانين في قضايا أمنية على أنهم (معتقلون) تم اعتقالهم لارتباطهم بحماس ودعمهم القضية الفلسطينية! وهو أمر لا يمكن تصديقه، مع نزاهة القضاء السعودي، ووجود عدد كبير من الفلسطينيين يعيشون بحرية تامة في المملكة ويمارسون أنشطتهم المشروعة دون أن يتم توقيفهم أو التدخل في شؤونهم. غير أن كل من يخالف الأنظمة، ويهدد أمن واستقرار المملكة فهو عرضة للمساءلة، وتقديمه للقضاء، وإصدار الأحكام العادلة ضده، بغض النظر عن جنسيته أو انتمائه الحزبي. لم يشر مشعل للائحة الادعاء في قضايا بعض المدانين، وعلاقتهم بحزب الله وقضايا غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ملاحقة أنشطة حزب الله التجارية والمالية في المملكة كشفت عن قضايا غسل أموال وتمويل جماعات إرهابية ومنها جماعة الحوثي التي باتت تحصل على تمويلها المباشر من حزب الله. انخراط عملاء حماس وحزب الله في قضايا غسل أموال وتمويل الإرهاب يجعلهم في مواجهه مباشرة مع الأمن، والقضاء، والدولة، والمجتمع الدولي. بعد ملاحقة أنشطة حزب الله التجارية المستترة في السعودية، والخليج عموماً، وتجفيف منابع تمويلها، بدأ الحزب في البحث عن عملاء يديرون محافظهم التجارية وعمليات غسل الأموال بالنيابة، وهو ما أوقع عدد من المخالفين في قضايا أمنية خطيرة. فالعبرة دائماً بالجريمة المرتكبة على الأراضي السعودية، لا جنسية المخالفين أو انتماءهم الحزبي كما أراد مشعل، وقناة الجزيرة تصويره. لذا فمحاولة تبرئة الفلسطينيين المدانين بجرائم أمنية في السعودية هو تشكيك في نزاهة القضاء السعودي، والأجهزة الأمنية، وتدخلا في الشؤون الداخلية التي نفى مشعل أن تكون حماس ضالعة فيها.
لم يتطرق مشعل لعلاقة حماس بحزب الله، والحرس الثوري الإيراني، وجماعة الحوثي الإرهابية في اليمن التي حصلت على تكريم خاص من ممثّل حماس في صنعاء «معاذ أبو شمالة». موقف مشين وعدائي تجاه المملكة، وداعم، في الوقت عينه، لجماعة الحوثي الإرهابية التي أرسلت صواريخها نحو بيت الله الحرام، والمدن السعودية الآمنة، وتسببت في قتل الأطفال والنساء والشيوخ. الحقيقة التي يجب إبرازها أن ارتباط حماس بإيران والحرس الثوري وحزب الله وجماعة الحوثي الإرهابية جعلها جزءاً منهم، ومن مخططهم العدائي تجاه المملكة والدول العربية قاطبة. وإن ارتباط المدانين الفلسطينيين بحزب الله وقضايا أمنية حساسة، ومخالفتهم الأنظمة تسبب في إصدار أحكام السجن عليهم.
لعبة الضغط الإعلامي، وتجييش الشارع وتأليبهم على الحكومات، لم تعد تؤتي ثمارها مع وعي الشعوب عموماً، والشعب السعودي الذي بات أكثر علماً ودراية بمخططات الإخوان، وعملاء حماس وقادتهم، من المتاجرين بالقضية الفلسطينية، غير أنها تكشف ما في صدور الأعداء والعملاء.
ستبقى المملكة الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، رغم محاولات تجار القضية، إبعادها بتصريحاتهم، وأكاذيبهم التي تعكس ما تكنه نفوسهم الحاقدة على المملكة وشعبها وقيادتها. قال تعالى: «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ».