عبده الأسمري
يعيش الإنسان بطبيعته المنبثقة من «أصول» الفطرة والمنطلقة إلى «فصول» السيطرة وفق «اتجاهات» عدة تؤكدها «الدوافع» وتحكمها «المنافع» من خلال توظيف «القدرات» وتحقيق «الأمنيات» ليعيش ما بين عزائم «النجاح» وموجبات «الكفاح» في دروب عمر تتباين ما بين «السقوط» و»الاجتياز» و»الإنجاز»..
في مجتمعنا المسلم تدفعنا «القيم» إلى المكوث في دوائر «التفكير» الاستباقية والبقاء في حالة «التقييم» الذي يحمي من الوقوع في «مساوئ» الأخطاء فتظل «الذات» في حالة من الصراع بين «أهواء شخصية» و»أصداء» موضوعية فيأتي «الرقيب» الداخلي ليحافظ على «السمعة» التي تختص بالفرد وتشمل «الجماعة» وفق منظومة بشرية لا تستثني أحدًا فالتصرفات الفردية «شأن» ذاتي ما لم تمس «كيان» مجتمع أو تبدد «اطمئنان» مجموعة ووفق ذلك تتصادر كل معاني «الخصوصية» العائمة الهائمة التي يتكئ عليها بعض «السفهاء» إمعانًا في مواصلة السوء. الثقافة المجتمعية أمر مهم جدًا وركن ثابت في بناء «صروح» المجتمع الذي يسمو برقي أفراده ويرتقي بعلو أفعاله في سجلات «تاريخ» يرصد «الإنجازات» ويخلد «الزلات» ويعد «الهفوات» لذا فإن «الصواب والسواء والمنطق» اتجاهات أصيلة ووجهات مشرفة ينبغي أن يولى أفراد «المجتمعات» قبلة سلوكهم نحوها في الأقوال والأفعال التي تبقى شاهدة على الزمن وحاضرة أمام الأجيال..
في تاريخ «البشرية» جمعاء كانت «الحروب» الفكرية رهانًا أول، تجند له «المنظمات» المعادية و»الخلايا» الحاقدة كل سبل التخطيط، وترصد له «الموازنات»، وتجهز له الدسائس، وتستدعي من أجله كل «جهابذة» الظلال لوضع خطط «الفتن» وصياغة «المخطط» الفكري لإقامة «الحرب» السرية التي تبدأ من أعماق «التدبير»، وتهدف إلى الوصول إلى آفاق «التدمير» مما جعل «المخدرات» و»الجريمة» و»التفكك» و»الفساد» تضرب بمعاولها في مفاصل «الأمة» الإسلامية الأمر الذي جعل «الدفاع» العقلي وسيلة أولى لوأد تلك المخططات مما يحتم وجود «توعية» و»انتفاضة» فكرية في كل اتجاهات «المقاومة»، و»نهضة» مجتمعية في شتى أبعاد «المواجهة» لصناعة قوة اجتماعية متماسكة متحدة، لا يجد فيها «العدو» أي ثغرات لبث سموم «الفتن» ونشر موجهات «الحقد»..
تتشكل «الفتن» بكل أنواعها في إطارات «دخيلة» فيرتمي فيها «الغافلون» بناء على «كذبات» التطور، ويسقط فيها «الجاهلون» استنادًا على «أوهام» الحرية، فترتفع موجات «الاندفاع» وسط بحر لجي من «الغباء» الذي يجر العديد من «المتخاذلين» إلى ساحات «الانجراف» خلف السوءات التي تدفع «العقلاء» إلى الدفاع منعًا لسقوط «آخرين» في منحدرات «الحيل».
لدينا مشكلة حاضرة في التفريق بين «التطور» الأصيل الذي يجعلنا في قوائم «الانفراد» من خلال «الأبحاث» و»العلوم» و»الإنجاز» بكل صوره واتجاهاته وتخصصاته، و»الاندفاع» البائس خلف «الشعارات» المؤدلجة والواهية التي تحيك خيوط «الفتنة» لتوريط «أجيال» متعاقبة في مغبة «التأخر» وعقبة «التخلف».. لذا يبقى «المعيار» الرئيسي و»المؤشر» الأساسي و»المعنى» الحقيقي في أن يكون أفراد مجتمعنا «سفراء» حقيقيين للمعرفة التي تقاس بها موازين «التقدم»، وتمتلئ بها مضامين «التميز».
المؤامرات على «الإنسان» دائمًا ما تركز على «الفكر»، وتبحث عن موجهات تهاجم «العقل»، وتخطط على «السلوك»، حتى تأتي النتائج في اتجاهين من «التشجيع» في حالات «الاستسلام» و»الشجب» في مسارات «الدفاع»، وما بين الاتجاهين هنالك مسؤوليات «حتمية» على مؤسسات المجتمع المدني، وضروريات «مؤكدة» على الجهات المعنية بأن يكون هنالك منظومة «دفاعية» وخطط «استباقية» أمام تلك الموجات التي تدار بسرية، وتنتشر بعلنية إذا ما طال «الصمت» وتأجل «العقاب»..
ما بين «اندفاع» مؤلم يصنع الأخطاء، و»دفاع» مفترض يؤكد «الانتماء».. على «الإنسان» المسلم أن يعي أن الفتن والتحديات والمؤامرات تتبارى مع «العقول»؛ لذا يجب أن يكون هنالك «انتفاع» حتمي من التجارب التي طالت مجتمعات سابقة عبر التاريخ، وكيف ارتفعت فيها معدلات «الندم» و»معادلات» الضياع بسبب هزيمة الفكر وهيمنة السوء، وعليه أن يقرأ في وقائع «التاريخ» ماذا قال «المفكرون» و»العباقرة» من «الغرب» عن الإسلام، وما هي «البوابات» التي اعتنقوه من خلالها؟ سيجد أنهم اتبعوا «العقل «البشري، وصادروا «الهوى»الشخصي، وكان «السلوك» الإسلامي المبني على «القيم» سرًّا أول، وجهرًا أمثل لنبذهم «الكفر» واستنكارهم كل «السلوكيات» التي تجعل الشخص أداة تتحرك في «الأهواء» دون «منطلقات» أو ثوابت.