عبد الله سليمان الطليان
إلى من هو منهمك في البحث عن الخير للبشرية في كافة أنحاء العالم، يواصل الليل بالنهار بدون كلل أو ملل أو فتور، تطويه الساعات والأيام والأشهر والسنوات، منكب على عمله بجد واجتهاد وعزيمة، في معمل في مصنع في مستشفى، ينسى نفسه مع بذل الجهد فيهمل مظهره، ولا يهتم بغذاء جسده، ينصب تركيزه الوصول إلى الهدف وتحقيق النجاح أقول لك إنني لن أتابع صوتك الرخيم الذي يردد الكلمات ولا يعرف معناها، لن ألاحقك من مشهد إلى آخر عبر فلم أو مسرح، لأن تهمني حركات جسدك ورقصاته، لن أتابعك في حركات أقدامك التي تلاحق كرة مليئة بالهواء, لن أخسر الوقت في ملاحقة سلوكك داخل منزلك أو خارجه وكلي شغف في مقابلتك لكي أبحث عن مظهر اجتماعي، كل هذا لا يهمني سوف أنظر إلى عقلك وليس اسمك، عقلك المبدع المنغمس بعمق في بحثه, يقلب الأوراق ويقرأ بتمعن، يعيد التجربة مرات, يطلع على تجارب الآخرين ويضنيك السهر وأنت منكب على بحثك، ستكون أنت قدوتي سوف أتابعك بتلهف أطلع على إنتاجك دوماً، سوف تكون محور حديثي في كل مجلس ولقاء لن أتوقف عند هذا بل سوف أعلم أبنائي مسيرة حياتك لكي أغرس فيهم حب البحث, لن يكون حديثي منصباً على الابتذال في ذكر اسمك ومناقب عائلتك, سوف يكون حديثي عن عقلك وقدراته الفذة التي تميز بها، والذي يعطي قيمه حقيقية لمعنى حياة الإنسان على هذه الأرض.
عِصَامِيُّ النَّشْأَةِ :-: أَيْ مَنْ تَعَلَّمَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ وَكَسبَ عِلْماً بِاعْتِمَادِهِ عَلَى قُدُرَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ.