أحمد المغلوث
هذه الأيام يعيش العالم ربما كل العالم القلق المزعج بل يصاحب هذا خوف شديد جعل العديد من الدول يرفعون مستوى استعداداتهم بعدما ضربت الحرارة والجفاف العديد من الدول خاصة الأوروبية وبعض الدول الأخرى هنا وهناك فمنذ 500 سنة لم تسجل أوروبا في تاريخها الموثق مثل هذه الظاهرة المخيفة بدولهم. لقد شاهدت أفلامًا وتغطيات مختلفة عن جفاف أنهار وبحيرات في إيطاليا وألمانيا وحتى في أمريكا يعزوه علماء المياه والمناخ إلى حالة «الجفاف» الطارئة التي ما زالت مستمرة. والذي أتيح له زيارة الدول الأوروبية فقد شاهد كيف كانت قبل الجفاف من جمال الطبيعة وكيف كانت الأراضي خضراء ونباتاتها يانعة تسر الناظرين. أما في الأيام الماضية فالصور التي نقلتها مختلف وسائل الإعلام وبثتها قنوات الأخبار هي صور بائسة يائسة. من كان يتصور يومًا أن تجف البحيرات والأنهار، بل تهدد إمدادات المياه العديد من المناطق في إيطاليا وألمانيا وما جاورهما. فلا عجب أن يسود الخوف والفزع المواطنين في هذه الدول بل باتت سيارات الدفاع المدني تقوم بتوزيع المياه في بعض المناطق على بيوت ومساكن مواطنيها.. وكما جاء في نشرات الأخبار باتت خزانات المياه الجوفية شبه فارغة في إيطاليا. لقد تضاعفت مشكلات الحياة في العالم. الأوبئة باتت تجتاحه وتحتجزه في بيته دون عمل إلا من خلال العمل «الافتراضي» هذا إذا كان متاحًا. ولم تمضِ شهور على تراجع جائحة كورونا إلا وبدأ وباء «جدري» القرود يطل برأسه على العالم ويكاد يقول لنا بصوته القبيح احترسوا إنني قادم. وقبل أيام أعلنت الصين اكتشاف إصابة 35 شخصًا في مقاطعة شاندونغ بفيروس لانغيا الجديد «لاي في» ويعتقد أن فيروس لانغيا أصاب أولئك الأشخاص من خلال حيوانات. ولا توجد أدلة على إمكانية انتقال هذا الفيروس من إنسان لغيره.. ولا شك أن متاعب الحياة وأمراض العصر المتزايدة والضغوط المختلفة باتت تتضاعف يومًا بعد يوم وبالتالي تستحث عوامل الإعياء والخوف والقلق في حياة الناس في كل مكان، ومن هنا تتراجع مستويات الفعل والعمل، وينتشر السأم والضيق ومحاولة الهروب والانكفاء على الذات خاصة في الدول البعيدة عن الإسلام والإيمان الحقيقي فتعيش أزمات بين فترة وأخرى. وبالمقابل ها هي بلادنا -ولله الحمد والمنة- تعيش في أمن واستقرار وتتوالد مشاريع جديدة مع إشراقة كل يوم جديد وفي مختلف المناطق والمحافظات. ومن حسن حظ وببركة من الله أن بلادنا الحببة يحدها من الشرق الخليج ومن الغرب البحر الأحمر وهذا يعني أهمية استغلال مياه الخليج والبحر الأحمر وزيادة مشاريع محطات التحلية، مع عمل خزانات أرضية وبمساحات كبيرة تحت الأرض تحسبًا -لا قدر الله- لتراجع مستويات مياه الآبار. لقد شاهدت عبر إحدى القنوات الإخبارية الأجنبية كيف جلبت المياه من مخزون استراتيجي للمياه وإيصالها للمناطق المتضررة من تراجع مستوى المياه في البحيرة التي تغذي تلك المنطقة كما حدث في بحيرة أوروفيل فبات مستوى المياه فيها منخفضًا بشكل مقلق، والكارثة التي تتعرض لها البحيرة التي تعتبر خزانًا يوفر المياه لمحطة الطاقة الكهرومائية في كاليفورنيا ستؤدي إلى إغلاق هذه المحطة لأول مرة منذ افتتاحها في الستينيات. ولقد قامت عدة دول في أوروبا وأمريكا وعدة دول في أمريكا الجنوبية بعمل خزانات أرضية تحت الأرض وبمساحات كبيرة وواسعة للاحتفاظ بجزء من مياه الأنهار والأمطار والمياه المحلاة من المحطات المقامة بجوانب البحار والبحيرات كون مخزون المياه ضروريًا للحياة نظرًا لإمكانية استخدام بعض المخزون في حالة الطوارئ أو الحاجة إليه عندما تتعطل أو تتوقف محطات التحلية لسبب ما. فالمياه هي الحياة. أليس كذلك؟!