سهوب بغدادي
لم يتبق سوى أسبوعين على بداية العام الدراسي الجديد، حيث تتصاعد المطالبات بتمديد الإجازة -غير الكافية- بعد ثلاثة فصول دراسية بالنسبة للطالب والكادر التعليمي، إذ كان المعلم في سابق أوانه محسودًا على تلك الإجازة الممتدة لأشهر يتخللها عيد ومناسبتان، ليعود الجميع بطاقة مختلفة وحُلة جديدة، ولا نزال نترقب قرار إلغاء الفصول الثلاثة وهذا الأهم، باعتبار أنها لم تضف شيئًا إيجابيًّا على العملية التعليمية أو المخرجات والتحصيل العلمي للطلبة، إذ تأثر المُعطى الأخير بالتعليم الإلكتروني -في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا- ولكن العودة لمقاعد الدراسة لم تكن طبيعية ولم تشابه ما كانت عليه.
إن الفصل الثالث مطاطي فقط ولم يتميز بأي شيء، فمن البديهي أن يكون الفصل الثالث يقدم معه مفهومًا جديدًا أو فكرة لافتة، كتخصيصه للنشاطات اللاصفية التي تتماشى مع الوحدات السابقة في الفصلين الدراسيين السابقين، أو الرحلات المدعمة لأفكار ومبادئ عُرضت على الطالب خلال المنهج، كل ذلك وأكثر قد يجعل من الفصل الثالث فكرة «سهلة الهضم» إذا ما رجع هذا العام بطريقة جديدة ومقننة، كتخصيصه للمواد الفنية والعملية والموسيقى مثالًا لا حصرًا، والاحتمالات لا حصر لها.
إن الطالب اليوم أكثر وعيًا بما حوله، بسبب الانفتاح الجبار الذي عكسته الثورة الرقمية على حياة الفرد والمجتمع، الأمر الذي يجعل الطالب يفكر ويخطط ويعي ما يطرح عليه ويتلقاه، فالأجدر هنا أن نجعل العملية التعليمية مقنعة خاصةً في ظل انتشار نجوم السوشال ميديا، الذين خلفوا انطباعًا براقًا لحياة الفرد من خلال الشهرة والمتابعين والماديات الفارهة، دون الحاجة إلى مناهج تعليمية وشهادات معلقة، وقد قالها الملياردير إيلون ماسك، إن المهارات أهم من الشهادات والذهاب إلى المدرسة، فكيف بنا كآباء ومربين ومعلمين أن نقنع هذا الجيل الواعي والمطلع أن التعليم يجب أن يطول ويمتد دون سبب مقنع؟