د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
الإستراتيجية الوطنية للاستثمار هي حافز لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 لرفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج الإجمالي الوطني من 40 في المائة إلى 65 في المائة، ودعم زيادة الصادرات غير النفطية من 6 إلى 50 في المائة من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وزيادة الاستثمار الأجنبي 0.7 إلى 5.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، تماشياً مع طموحات الإستراتيجية الوطنية للاستثمار التي تتكامل مع برامج الرؤية، نتيجة للفرص المتاحة في المشاريع الضخمة والعملاقة، مع إنشاء مناطق اقتصادية خاصة، بتنظيمات تنافسية وحوافز جاذبة للاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، مع برنامج لنقل سلاسل الإمدادات الإستراتيجية إلى السعودية، والاستحواذ على حصة من السوق في مكونات سلاسل الإمداد، حيث السعودية ومنطقة الخليج والمنطقة العربية لديها إمكانات غير مستغلة، وأكبر إمكانات غير مستغلة هي السعودية ومدينة الرياض، وستحصل السعودية على حصتها وهي نصيب الأسد من تلك الحصة الإجمالية في المنطقة.
هدفت السعودية جذب استثمار أجنبي مباشر يبلغ 100 مليار دولار، يعني أن ينمو الاقتصاد بنسبة 150 بالمائة ليصل حجمه إلى 1.75 تريليون دولار، وهو مستوى يجعل السعودية تاسع أكبر اقتصاد في العالم بعد إيطاليا وقبل كندا وكوريا الجنوبية وروسيا، وفي النصف الأول من 2022 حققت السعودية أعلى نمو في 11 عاماً، وأعلى نمواً في الربع الأول من 2022 بنحو 9.6، وهناك توقّع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي إلى تريليون دولار لعام 2022 .
وفي السعودية قاعدة استهلاكية أكبر من الدول المحيطة في منطقة الشرق الأوسط، وهي موقع لوجستي يصل آسيا بإفريقيا التي تتنافس عليها القوى الكبرى، وأيضاً رابط بين آسيا وأوروبا، ولا تريد الشركات الدولية العاملة في الخليج والباحثة عن فرص استحدثتها السعودية لم تكن موجودة من قبل تنشأ عن خطط السعودية للتحول الاقتصادي، مع تذليل البيئة الاستثمارية، خصوصاً مع ضخ مائة مليار دولار سنوياً في صندوق التنمية الوطني جزء من خطة أكبر تتضمن استثمارات تزيد على ثلاثة تريليونات دولار في الاقتصاد المحلي بحلول2030 .
حقق صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في 2021 بمعدلات قياسية تبلغ 257.2 في المائة، حيث تسارعت وتيرة النمو في النصف الثاني من العام، وبلغ عدد التراخيص الأجنبية الجديدة 3386 بنسبة ارتفاع 347.9 في المائة مقارنة بالنصف الثاني 2020، ونحو 9350 رخصة جديدة لشركات أجنبية في الربع الأول من 2022، وارتفعت الشركات الأجنبية الصغيرة 19 مرة مقارنة بالربع الأول من 2021 .
تسلّمت 44 شركة عالمية تراخيص مقراتها الإقليمية لمزاولة نشاطها في العاصمة الرياض، ضمن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، لتحويل الرياض إلى مركز دولي للأعمال والمواهب، ودخلت وزارة الاستثمار في محادثات مع 7 آلاف شركة في أنحاء العالم كافة لفتح مقار إقليمية لها في السعودية مقدمين إعفاءات ضريبية، وحوافز متنوعة كتسهيل إجراءات التأشيرات والكفالة للأجانب وعائلاتهم.
أشار وزير الاستثمار الفالح في جلسة دافوس إلى أن 30 في المائة من سكان السعودية وافدين ويلعبون دورا مهما بالاقتصاد وعددهم ونوعيتهم سيزيدان على مدى السنوات المقبلة، لتحويل الرياض إلى مركز أعمال عالمي، سيجعل الضغط على الشركات المحلية لاستبدال الأجانب بالسعوديين في محاولة لمعالجة البطالة المحلية المرتفعة، لكن النمو المستهدف لمضاعفة سكان الرياض سيجعل التوتر غير ذي صلة في غضون سنوات.
وسيكون تركيز وزارة الاستثمار في جذب الشركات العالمية بشكل خاص مع الشركات الكبرى التي تبلغ عائداتها السنوية مليار دولار أو أكثر بهدف إقناع 480 شركة منها بالتأسيس في السعودية، خصوصاً الشركات التي ليس لها قواعد في الإقليم، سيكون إيجابيا على تنافسية الدول المحيطة التي تشهد زيادة في النشاط من أجل تحقيق التكامل وسيدفع المد السعودي كل سفن المنطقة.
شركة أبل ستفتح لها مركز التوزيع منتجاتها وقطع التبديل في المنطقة اللوجستية بمطار الملك خالد في الرياض، أتت هذه الخطة تتويجا لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمقر أبل عام 2018، وستتواجد شركات كبرى الشركات العالمية في السعودية وعلى رأسها جوجل، علي بابا، مايكروسوفت، آي بي إم تضع في خطتها الاستثمار في المجال التقني داخل السعودية، وفكسكون تكنولوجي جروب أحد أكبر موردي شركة الإلكتروينات الأمريكية العملاقة آبل، لإقامة مصنع بتكلفة 9 مليارات دولار حسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن فوكسكون تجري المحادثات بشأن المشاركة في إقامة مصنع متعدد الأغراض يمكنه إنتاج الرقائق الإلكتروينة ومكونات السيارات الكهربائية وغيرها من الإلكترونيات.
وتدرس السعودية العرض المقدم من الشركة التايوانية لإقامة المصنع في أكساجون بنيوم، وهناك مصلحة مشتركة تود الشركة تنويع مواقع التصنيع الخاصة بها وسط التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وتود السعودية أن تضمن ثلثي إنتاج المصنع إلى سلسلة توريدها الحالية، وهذه الشركة تقوم بتجميع معظم هواتف آيفون.