عثمان بن حمد أباالخيل
يحافظ الإنسان على الأشياء الثمينة في حياته لكنه لا يحافظ على الوقت وكيف يقضيه خلال 24 ساعة، تاريخياً يعود تقسيم اليوم إلى الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية، البابلية والصينية. اليوم يساوي 24 ساعة والساعة 60 دقيقة والدقيقة 60 ثانية لكن هل تعلمون الدقيقة كم تساوي من لحظة إنها تساوي 90 ثانية والكثير من الناس لا يحسب للوقت الذي يقضيه في كيف يحسب قيمة اللحظة في حياته؟. سبحان الله الوقت مهم جداً في حياتنا، الثانية التي لا نعيرها اهتماماً لها تفصيل أكثر تتكون الثانية من أجزاء مثل الملي ثانية والميكروثانية والنانو ثانية وأيضاً البيكرو ثانية والفيمتو ثانية. (إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها). ابن القيم
كثيراً ما نسمع أن (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) وهو مثل عربي إلا أننا نجد أغلبيتنا لا يكترث لهذه القيمة الثمينة من الوقت، للأسف البعض والأغلب منا لا يهم بالوقت ولا يحترم الوقت ولا قيمة الموعد المبني على أنها ثقافة مجتمع، في الماضي وربما قبل خمسة عقود كنا نسمع ونقرأ من يقول موعدنا (عقب العشا) أو (بين عشوين). والآن هناك من يقول: «انتظرني دقيقة»، فهو يعني ربع ساعة، وإذا قال: «دقائق وأكون عندك»، فهذا معناه أن أمامه نصف ساعة، أما إن قال: «أنا في الطريق» فهذا معناه أن أمامه ساعتان على الأقل.
حين كنت على رأس العمل ضربنا أنا وزملائي في أحد الاجتماعات في مدينة بورنموث أروع وأدق الالتزام بالوقت والحضور للاجتماع في الوقت ودار حوار طويل مع الطرف الآخر عن الالتزام بالموعد المحدد. ترى من المسؤول عن الالتزام بالوقت؟ لا شك إنها التنشئة الأسرية والاجتماعية التي ينشأ الإنسان فيها حيث من لا يلتزم بالمواعيد تكون تنشئته غير منضبطة. تعجبني تلك السيدة التي حددت موعد تقديم وجبة طعام العشاء في مناسبة خاصة في منزلها وفعلت ذلك للحاضرات اللاتي التزمن بالوقت، لكن للأسف الغائبات كّن أكثر مما أوجد تذمراً من عدم انتظارهن.
إذا قلت في شيء نعم فأتمه
فإن نعم دين على الحر واجب
بيت شعر يسلط على الوقت وأهميته قبل قرون فكيف اليوم وكم نحن بحاجة للالتزام بالوقت؟
الغريب في الأمر أن البعض يعتقد أن تأخره عن الموعد يعطيه أهمية ويظهره أمام الآخرين أنه شخص مهم وله ارتباطات متعددة وأرى ذلك التقليل بمن التزم بالموعد. هل أصبح من يلتزم بالوقت والموعد عملة نادرة؟ أتمنى أن يكون عكس ذلك لكنه الواقع الذي يعيشه الكثيرون. أعجبني ذلك المدير الذي أغلق باب غرفة الاجتماعات وترك من تأخر عن الحضور خلفه.
همسة: (كيف تشعر عند تأخرك وعدم احترامك للمواعيد، وكيف ينظر الآخرون لك؟).