إيمان الدبيّان
بعيدًا عن العاطفة وإن كانت عميقة، وقريبًا من العقلانية وإن صارت وثيقة، أكتب هذا المقال ونحن نشارف على ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين للمملكة العربية السعودية، فيتبادر إلى ذهني ويستثار في نفسي سؤالٌ يحكي جوابه حالًا عمّا تغير فينا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والجواب متفرع، والواقع متشعب في كل المجالات الفردية والجماعية السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والاجتماعية الداخلية والخارجية، وكل جانب مما ذكرت مرتبط بالآخر فمثلًا: لا يمكن أن تتغير الجماعة إذا لم يبدأ التغيير من الفرد، ولا يُعقل أن يتطور الاقتصاد إذا لم تتغير الثقافة والفكر، وقِس عزيزي القاريء على ذلك كل تغيير إيجابي، وتطوير حضاري يعيشه الوطن مع عراب رؤيته ومفخرة وطنه الأمير محمد بن سلمان.
الإجابة على هذا السؤال تطول، وكل قطرة حبر تقول: إن كل تطرف تم بتره، وكل تأخر أُعيد دفعه، وأي فساد نُظر في أمره، وكل إنسان في هذا الوطن له حق وعليه واجب يحققان أمنه.
أصبحت الشفافية أساسًا، و الوضوح منهجًا، و الأرقام شاهدًا، والطموح حاضرًا، والاقتصاد مزدهرًا، والمجتمع حيويًّا، فالسعودي اليوم هو نفسه السعودي قبل اثنين وتسعين عامًا، نفسه في ولائه لقادته، وتمسكه بعقيدته، وإخلاصه لوطنه؛ ولكنه اليوم بعرّاب رؤيته وملهم تغييره أضاء مصابيح الحرية السليمة في دهاليز فكره، وكسر قيود الحياة البالية في دروب مسيره، و فتح أبواب التطوير بمفتاح الهمة، فوصلنا للقمة، علمًا ومكانة فردًا وأمة.
رؤية المملكة 2030 والتي سأسميها (رؤية محمد بن سلمان) عملت على جودة الحياة للإنسان الذي يعيش على أرضها في وقت تفتقد كثيرٌ من شعوب العالم العظمى حقوق الإنسان رأيًا وواقعًا ومنهجًا، جودة الحياة جذبت الاستثمار ونَما الازدهار، فتضاعفت القوة، وتنوعت الهيمنة، فأصبحنا بُوصلة القوى السياسية الدولية الكبرى، فلا تبحر سفن مصالحهم قبل أن تسترشد بمنارنا لتصل لشواطئها دون أن تتعثر بأمواج مصالحنا التي تدافع عن كنوز أعماقنا، فنرى رؤساء الدول وكبار مسؤوليها كأمريكا وبريطانيا وغيرها من الشرق والغرب يتوافدون تباعًا فيكون استقبالهم احترامًا وتوديعهم وقارًا بعبق خزامى يلثم ردودهم الرديئة أو يبارك مواقفهم الجيدة.
هذا بعض مما تغير في فكرنا وواقعنا وحالنا مع ملهمي وقدوتي في كثير من مقولاته وأفعاله، عن الفرص واقتناصها، والكفاءات واستقطابها، والديانات وحالها، والشراكات ودورها، والمدن وتطورها، عن المملكة العربية السعودية وثقلها واستراتيجيتها، عني وعنك قارىء مقالي، ومتصفح حرفي، عن ابن نجد، وسليل المجد، محمد بن سلمان آل سعود، وكل يوم وطني والعز يسمو ويعود.