الحياء خلق جميل ومنزلة إيمانية عالية به يعلو الإنسان ويمتنع عن فعل ما يخالف ثوابت وأعراف وأنظمة الأمة, فإذا غاب الحياء كثرت المخالفات, وتشوهت الصورة, وصار الفرد يقلد ويغرد خارج السرب غير عابئ بما يحدثه من ضرر بمجتمعه وجماعته وأهله، فرفع المتابعة وعدم محاسبة من يسيء إلى قيمه وعاداته المجتمعية، جعل البعض يستمرئ التمادي في المخالفات بأشكالها دون خوف أو خجل وهذا بسبب ضعف الحياء الذي يعتبر أحد المظاهر الجميلة في المجتمعات الإسلامية, فلم يعد البعض يستحي من الله ولا من الناس أو الملائكة التي تحيط به وتحصي أفعاله بعد أن رمى عباءة الحياء وصار هواه مقدماً على ما سواه من ثقافة دينية أو ضمير أو خوف من عقاب.
التنكب للعادات المستمدة من ثوابت الأمة إخلال بقيمها وما عرفت به قديماً وحديثاً من سمت ومبادئ فاضلة أرست ورسمت مجتمعاً فاضلاً.
نحن مسلمون لنا لباسنا المحتشم وأخلاقنا التي تناهض الابتذال والخروج على الأطر المرعية والمستمدة من الكتاب والسنة، نعم هي تربية لكنها تبقى مسؤولية الجميع فلا يجوز القول إنها اختيار وإلا لطغت الثقافات المستوردة وغابت الفضيلة وهنا قل على الأمة السلام, وهنا لابد أن تنهض البيوت بمسؤولياتها وكذا المدارس وأيضاً التوعية وحث الناس على التمسك بالأخلاق الإسلامية وعدم الركض وراء ثقافة الآخرين.
بلادنا بلاد الحرمين نظرة الناس لها ولأهلها نظرة إجلال واحترام لما عرفت به من خلق وصفات جميلة، فالسعودي عندما يكون في بلد أجنبي ينظر إليه وإلى تصرفاته بشكل مختلف عن غيره.
أنا هنا لا أدعو للانغلاق وعدم معايشة من تربطنا بهم علاقات إسلامية وعربية وصداقة لكني أدعو إلى الاعتزاز بقيمنا وثوابتنا وعدم التفريط بشيء منها باسم التحضر والانفتاح وأختم بهذا البيت.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا