في فصل الربيع, وفي يوم صافٍ جميل, اتفقت مع ثلاثة من الأصدقاء على أن نقوم بنزهة برّية إلى إحدى الرياض المعشبة.
وصلنا إلى وجهتنا (الروضة الخضراء) فكانت تغاريد الطيور وشقشقتها تملأ سماء الروضة الجميلة فتشنّف آذاننا, أنزلنا أمتعتنا وفرشنا الأرض ببساط كان معنا, ثم أشعلنا النار في مكان يابس من الروضة, وبدأنا العمل في طبخ طعام الغداء, وبينما نحن نتناول القهوة والشاي تغيّر الجوّ فجأة وظهرت في السماء غيوم داكنة وأخرى صفراء وساد المكان صمت رهيب (إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة).
انقطع تغريد الطيور وشقشقتها, ثم هبّت عاصفة هوجاء قوية اضطررنا معها لركوب السيارة بسرعة, أما النار فقد أطفأتها بعيدة التي دحرجت أمتعتنا وفرشنا أمتاراً بعيدة , بعدها لمع البرق وزمجر الرعد وهدأت العاصفة ونزلت زخات من المطر غسلت كل شيء في تلك الروضة الجميلة, فسبحان الله:
ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
وقد عدنا لنكمل نزهتنا, وعادت الطيور لتغرِّد وتشقشق من جديد في سماء تلك الروضة المعشبة الخضراء.
** **
- بريدة