تتبوأ المملكة العربية السعودية موقعاً جغرافياً مهماً، بالإضافة إلى أنها زاخرة تاريخياً بحضارات عظيمة، وآثار قديمة، وهي حالياً تتجه بالاقتصاد والثقافة إلى آفاق عالمية غير مسبوقة، وفوق كل ذلك طموح عريض لا يخفى يسعى إلى أن تلعب المملكة العربية السعودية الدور المقدّر لها على مسرح الفعل الدولي، القيم هي الوجود، وهي المبرر للاستمرار في التأثر والتأثير، وقد أعلن ولي العهد -حفظه الله - أننا نفخر بقيمنا النبيلة ولن نتخلَّى عنها، القيم في المملكة العربية متجدّدة بأصالة، قيمنا سهلة الحمل خفيفة علينا ونستطيع أن نعبر بها نحو القرن الحادي والعشرين، القيم غير المتجددة تعيق الحركة وتمنع من التقدم، القيم المتجددة تبث الروح المرة بعد الأخرى في الجسم الحضاري لأي أمة، ولا يعارض ذلك أصالتها، بل يعزّزها ويبث فيها الروح، قيمنا ثابتة كقيم نستمد منها الفعل الحضاري المناسب في أوانه، قيمنا ليست عائقاً أمام الفعل الحضاري، وأمام التأثر والتأثير وإلا لما كانت قيماً، بل قيود، تلعب المصالح الدور الكبير في العلاقات الدولية، وقد كانت المملكة العربية السعودية تبحث عن مصلحتها كباقي الدول ولكنها لا تسعى للإضرار بغيرها كحال الدول المارقة، بل تحمل القوة الأخلاقية اللازمة لاستمرار الاستثمار طويل الأجل مع الأصدقاء أو حتى الأعداء ومع ذلك فهذه القيمة الأصيلة تطورت باتجاه الواقع النقي البيّن أكثر، فأصبح الطريق أقصر وأوضح، حِرص ولي العهد على الزي السعودي بشكل دائم في هذه الجولة ينم عن إحساس عميق بضرورة الانتماء وتثبيت الهوية أمام رياح العولمة العاتية، ومع ذلك فهويتنا لا تشدنا للأسفل، بل ترقى بنا نحو أهدافنا بثبات وهدوء، كل هذا يعطي المواطن السعودي انطباعاً عالياً نحو الدولة والهوية والانتماء، المواطن السعودي لا يفخر فقط، بل هو يستشعر مسؤولية النهوض بالقيم، والمشاركة الحضارية، والعمل الجاد الدؤوب كي يكون خير ممثل لدولة شاء الله لها أن تثبت وتزدهر وتصعد في وقت الهبوط الحضاري العالمي، وفي وقت القلاقل المحيطة، ستشع هذه الدولة بالأمل الصحي والطبيعي والأولي والمالي والحضاري لأمم تغيَّرت وتراجعت وتخلت عن مقولاتها الكبرى وقيمها المتوارثة، نحن الأصل ولسنا البديل، ثقة ولي العهد بأهله المواطنين، وانتمائه لوطنه بعمق، وحرصه وجهوده المتواصلة للرقي بحضارتنا وتطوير قيمنا يقتضي منا الإشادة والشغف والاجتهاد في العمل، كي نكون حضرة تسكن وطناً.