العقيد م. محمد بن فراج الشهري
طهران (الحرس الثوري) والجهاد وجهان لعملة واحدة وهما من تسبب في قتل أبرياء غزة، بعد أن تلقت حركة الجهاد الأوامر المباشرة، من الحرس الثوري، وتسريب الصواريخ إلى مداخل غزة، وإشعال فتنة كان شعب غزة في غنى عنها. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا التصعيد الذي شهدته غزة (المحاصرة) كان وراءه أيادي إيران الآثمة، ووكلاء الشر التابعون لها في المنطقة، وحماقات حركة الجهاد الإسلامي ورئيسها «زياد النخالة» الذي نفذ أوامر الحرس الثوري ليس دفاعاً عن أبناء غزة، ولكن تنفيذاً لأوامر طهران، وصور قائد حركة الجهاد «زياد النخالة» في طهران عند لقائه وزير الخارجية الإيراني «حسن أمير عبداللهيان» يوم الأربعاء الماضي، ثم الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» يوم الخميس، ثم قائد الحرس الثوري «حسين سلامي» يوم السبت فهي أكبر دليل على أحداث غزة وفقاً لما ظهر أيضاً على موقع «24» الإماراتي: والذي أشار أيضاً إلى أن الحركة الموالية لطهران أسسها «فتحي الشقاقي» عام 1981م متلهماً «ثورة آية الله روح الله الخميني» حيث حولها إلى وكيل تابع كلياً لإيران، وباتت النسخة الفلسطينية «لحزب الشيطان الإرهابي» في لبنان، وجماعة الحوثي المارقة في اليمن.. ولفتت إلى أن حركة حماس لم تكن تأمل في التصعيد، وكانت تأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، لأن تفجيراً كبيراً للعنف هذه المرّة لا يخدم هدفها بإعادة إعمار غزة بمساعدة مصر وقطر. وكانت قد ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن إيران تدعم حماس أيضاً لأنها تسيطر على الجهاد، وهناك فارق بين الأمرين، ولفهم سلوك التنظيم الإرهابي في الأسبوع الأخير من المهم فيه فهم مصالح إيران وليس غزة، أو أهلها وعلى المرء أن يكون خبيراً في شؤون الشرق الأوسط لفهم ذلك!. والواقع من هذا التصعيد من قِبل حركة الجهاد لم تجنِ منه إلاّ الخيبة حيث كانت عبئاً ثقيلاً على أهالي القطاع بأكمله، وتسببت في دمار الكثير من المنازل، وقتل العديد من الأبرياء، وقتل قائد القيادة الشمالية التابعة لها «تيسير الجعبري» و»عبدالله قدوم» قائد فرع الصواريخ المضادة للدبابات، وكذلك «خالد منصور» قائد القيادة الجنوبية، وتلقت الحركة رسالة مفادها أنه سيتم رصد ومهاجمة المنظمات الإرهابية التابعة لإيران في أي مكان.. هذا ما قدمته حركة الجهاد لسكان غزة، القتل، والتدمير، والخراب وكل ذلك بتدبير وتشغيل من طهران التي تريد الانتقام من إسرائيل عن طريق قتل أهالي «غزة» وإعال فتنة جديدة بينما لا تزال آثار الدمار التي أحدثتها «حماس» سابقاً في القطاع لم تنتهِ حتى الآن، بإيعاز من إيران أيضاً، وطالما أن حركة حماس، والجهاد ما تزال تربض في الحضن الإيراني فلن يجد أهالي غزة من وراء ذلك إلا العنف، والدمار، وسكب الدماء على تراب غزة عبثاً، وتلاعباً بأرواح أبنائها الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين ينامون على نكبة ويصحون على أخرى، بأسباب صواريخ التنك، وفزاعات حماس، والجهاد، الذين تحركهم إيران، والحرس الثوري لأهداف خاصة بإيران وليس بشعب فلسطين، وأهالي غزة. ونحن ضد كل الأعمال التي تقوم بها إسرائيل الآن، وبعد الآن وكل آن.. ونعتبر ما تقوم به جرائم حرب لا يمكن نسيانها واستفزازها بهذا الشكل يسهل عليها الأمر لتدمير سكان القطاع واستباحة ما تبقى من أمور كان من الصعب استباحتها لولا سوء تصرف حماس والجهاد.. وليعلم الفلسطينيون، وسكان غزة أنهم لن يروا خيراً طالما أن حماس والجهاد مرتميتان في أحضان طهران، وما يقوم به الحرس الثوري من توجيهات.. ولأن إيران هي أسباب الخراب، والدمار ليس لفلسطين وحدها بل لأغلب الشعوب العربية.. لذلك وجب علينا جميعاً أن نعرف أن فلسطين وشعبها لن ينالوا خيراً.. طالما حماس والجهاد على هذا النهج وغداً لناظره قريب..