فوزية الشهري
خلال السنوات الأخيرة ظهرت حوادث هروب الفتيات، وهذه الحوادث منذ ظهورها بلا شك مؤرقة للمجتمع السعودي.
تختلف الأسباب لهروب الفتيات من حالة إلى أخرى ربما يكون من أبرزها، التفكك الأسري، والإهمال، وتدني التعليم، والظروف المعيشية.
ولكن يوجد الكثير من الحالات التي كان لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير الكبير فيها وكانت السبب الأول لذلك، فالحملات المنظمة التي استهدفت المجتمع السعودي والأسرة والقيم كانت واضحة لكل متابع لهذه الحملات، والتي كانت تأتي تحت غطاء الحريات والحقوق وبكل خبث تبث سمومها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووقعت في شباكها فتيات غُرِّرَ بهن وأصبحن ضحية لها.
قوانين المملكة تحمي حقوق المرأة من العنف والتحرش وكذلك توفر لها الحياة الكريمة وكما أنها تساوي بين الجنسين من حيث الأجور وسن التشريعات التي تحفظ حقوق الجنسين على حدٍّ سواء. ولكن ! نجد ثغرة تسلل منها المخربون لعقول الفتيات وهذه الثغرة بوجهة نظري هي جهلهن بحقوقهن والقوانين التي تحفظها لهن.
كما أن غفلة الأسر وعدم إعطاء الفتيات الثقة وحقها بالحديث عن رغباتها ومخاوفها وإشعارهن بالقيمة والاهتمام عزلهن عن واقعهن، وبالتالي قد يقعن فريسة سهلة في أيادي المضللين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولدي يقين أن التضخيم لكل قضية هروب لفتاة سعودية ذو بُعْدٍ سياسي أكثر من أي شي آخر، وهي محاولات لتشويه الإنجازات التي تسابق السعودية بها الزمن في كافة المستويات سواء اقتصادية أو سياسية أو صحية أو قوانين تنظيمية أو جودة حياة. ولكن كل هذا لا يمنحنا المبررات التي تجعلنا لانقوم بواجبنا تجاه هذه القضية التي بكل صراحة يوجعنا المصير المخيف للكثير من الفتيات الهاربات ولكن معرفة الأسباب وتسليط الضوء عليها هو الخطوة السليمة للمضي لحل مثل هذه القضايا.
وأعتقد أن التوعية سواء عن طريق الإعلام أو عن طريق المناهج التعليمية بالحقوق وكيفية الحصول عليها والتوعية بالأساليب المتبعة لتهريب الفتيات والتأثير على أفكارهن وعزلهن عن الجماليات والحقوق في مجتمعهن حتى تصبح إما هاربة أو باقية بجسدها، ولكنها ناقمة، على كل شيء، ولا ترى النور حولها، فالتوعية ستكون مفيدة للغاية للحد من التأثير والتضليل الذي يحدث.
عودة (وسام) كانت خطوة صحيحة وواعية للعودة لحضن الوطن الآمن الذي لا يعوض، هذا الخبر مفرح جداً، وحديثها عن قيمة الوطن أعتقد أنه درس كافٍ لمن يريد أن ينطلق للمجهول.
الزبدة :
ليس أعذب من أرض الوطن
«هوميروس»