عثمان بن حمد أباالخيل
في حياتنا الاجتماعية هناك زوجات يعشن في كابوس وخوف، يعشن في تسلّط وفوقية وفوضوية ودونية مع أزواجهن الذين يدارون عن بعد وعن قرب بكل وسائل التسلط، مع العلم والمؤكد في حالات كثيرة أنّ الزوج أقل منها علمًا وتربية وثقافة وفروقات اجتماعية كثيرة. هذا الزوج يعتقد خطأً أن ما يقوم به أفعال رجال، والرجولة بريئة من تصرفاته. في الغالب هذا الزوج الفاقد للرجولة شخص ضعيف الشخصية يحاول دائمًا أن يخفي ضعفه بالجلبة التي يحدثها، وهذا مؤشر على إصابته بمرض نفسي مثل اضطراب الشخصية النرجسية. للأسف الأزواج الفوضويون يعتقدون أنهم الحلقة الأضعف مع امتلاكهم ذكاءً عاطفيًا متقدمًا قويًا لكنه الخوف من ضياع رجولته حسب فهمه وحسب ما تربى عليه في أحيان كثيرة. لا يبحث الرجل عن المرأة، التي تكون ندًا له، وتنافسه وتتحداه، وتستعرض بطولاتها أمامه، وتعانده، وتشعره بعدم حاجتها إليه، وأنها تستطيع أن تكمل مسيرة حياتها من دونه أنها قمة الفوضوية والانهزامية والخوف من أن تضيع رجولته الوهمية.
كثيرًا من الزوجات يحاولن إضفاء الصفات الإيجابية في التعامل مع أزواجهن لكن النزعة الرجولية، مثل العدوانية والقوة والحزم والتي يعتقدون أنها الرجولة بمفهومها الصحيح وهذا بيت القصيد. بعض الرجال أقصد الأزواج الذين لا يعرفون الرجولة يعتقدون أن الرجولة بالصراخ وفرض السيطرة بالتهديد والوعيد وحرمان زوجته من أهلها والتعالي عليها إنه مفهوم ضحل المعنى لا يمت للرجولة بصلة. أزواج كُثر بنوا حياتهم على أكتاف زوجاتهم وأزواج يستشيرون زوجاتهم في كل صغيرة وكبيرة وهي لا تبخل عليه مُطلقًا.
أتمنى أن تُضاف الحالة النفسية والسلوكية للمقبلين على الزواج ويتم فحص ذلك من قِبل متخصصين، فالمرأة تريد من زوجها الاحترام وتبادل المشاعر الصادقة، فالزوجة الصالحة راحة للقلب وسعادة ورائحة ياسمين. للأسف الأزواج الذين يمتطون صهوة الرجولة يفقدون جمال الحياة مع زوجاتهم ويرضون بالرجولة المنقوصة والتي يظنون أنها هي الحياة. وفي المقابل هناك أزواج في منتهى الرجولة الحقيقية التي تتمناها أي زوجة لكن في عصر التواصل الاجتماعي اختلفت مفاهيم الرجولة. تلفت من حولك ستجد الكثير من الأزواج الذين يدورون حول أنفسهم ولا يجدون الطريق الصحيح الذي يصلهم إلى مفهوم الرجولة الصحيحة.
مثل صيني: الرجل هو رأس العائلة، والمرأة هي الرقبة التي تدير ذلك الرأس. حقًا الزوجة الأم، والزوج الأب هما المُحرك الوحيد لسلامة الأسرة وترابطها وعليهما يقع بناء البيوت في الداخل كبيوت العنكبوت ولا أجد مبررًا لانهيار بعض البيوت إلا ما رحم ربي سوى غياب المحبة وتعامل الزوج برجولة حقيقية وليست برجولة مبتورة. لماذا في بعض البيوت يزرعون المفهوم الخاطئ عند الأطفال الذكور، (ويقولون أنت رجل) يكبر ويصبح رجلاً ويطبق معنى الرجولة كما تربى عليها.
(الرجولة معناها أن تكون مسؤولاً أولاً وأخيرًا عن أفعالك). - مصطفى محمود