«الجزيرة» - الاقتصاد:
تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال بشكل متسارع؛ إذ تحفز الآلات الذكية كل جانب من حياتنا اليومية لتعزز الكفاءات والقدرات البشرية. كما أصبح الذكاء الاصطناعي ملازمًا لأعمالنا إلى درجة أنه من الصعب تصوُّر حياتنا اليومية من دونه. ويعود ذلك إلى التطورات الهائلة التي قامت بها الثورة الصناعية الرابعة؛ إذ سمح هذا الذكاء للآلات بالتعلم، واتخاذ قرارات على غرار البشر. إن هذه التكنولوجيا فرضت نفوذها على منتجات العملاء، وأدت إلى اكتشافات ضخمة على صعيد الرعاية الصحية، إضافة إلى التصنيع والتمويل وتجارة التجزئة والعديد من الصناعات الحيوية المختلفة. في الوقت الذي يتسابق فيه العالم لنشر كفاءة الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية توفر التكلفة والوقت. يعمل الذكاء الاصطناعي على نقل الصناعات بدءًا من التمويل وصولاً إلى التصنيع باستخدام طرق وقدرات جديدة.
من منظور اجتماعي، لا يقتصر الذكاء الاصطناعي على تحسين الحياة البشرية، بل يتعداها؛ لتستثمر العديد من شركات التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير أنظمة الرعاية الصحية. كما يساهم الذكاء الاصطناعي في تحديد بروتوكولات أو تنظيم للأدوية الشخصية بهدف تحسين الأدوات التحليلية، في حين أصبحت الروبوتات تساعد في العمليات الجراحية. علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي حلاً جذريًّا للمشكلات البيئية التي تواجهها البشرية بسبب الاحتباس الحراري. لقد تمكَّن الذكاء الاصطناعي من تعزيز الجهود البشرية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك دعم البنية التحتية الذكية والفاعلية في التعامل مع الموارد الطبيعية، وتوفير الزراعة الذكية لإطعام سكان الأرض الذين يتزايد عددهم عامًا بعد عام.
من المتوقع أن تنمو إيرادات السوق العالمية للذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ حتى عام 2030، على الرغم من أن الدراسات المختلفة تشير إلى تفاوت في مقدار الزيادة في حجم السوق العالمي.
توقعت شركة أبحاث السوق «آي- دي - سي» أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من نصف تريليون دولار بحلول عام 2024.
وقد ذكرت شركة «ستاتيستا» أن الأبحاث المسبقة توقعت نمو السوق إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030. ويؤدي الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في جميع أنحاء العالم إلى زيادة عدد الشركات الناشئة في هذا المضمار؛ إذ تطور مجموع الاستحواذ على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تطورًا تدريجيًا منذ عام 2010، ونما بنسبة أربعة أضعاف تقريبًا بين عامَي 2015 و2018. وقد تمت مواجهة الزيادات المفاجئة في عمليات الاستحواذ على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دعم تمويل هذه الشركات؛ إذ زاد التمويل العالمي وحده بقيمة تجاوزت أكثر من مليار دولار أمريكي في عام 2013 إلى 8.5 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2020.
تعتمد المملكة العربية السعودية على الذكاء الاصطناعي بصورة خاصة، في حين أن الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI)، وهي شركة يملكها صندوق الاستثمار العام (PIF)، قد أطلقت عمليات لتنمية وتطوير الذكاء الاصطناعي AI، والدليل على ذلك ظهور التقنيات في الصناعات في المملكة العربية السعودية في القطاعات الاستراتيجية، وتسريع الأولويات التكنولوجية الوطنية الرئيسية.
ومن بين استثمارات الذكاء الاصطناعي أطلقت stc، الممكّن الرقمي الرائد في المنطقة، شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI) وDataRobot. وتم توقيع الاتفاقية الاستراتيجية بهدف تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في المملكة، وتمكين الجيل القادم، وخلق المواهب التقنية.
وستعمل الشركات الثلاث عن كثب لرفع مستوى الاستفادة من مواردها وشبكاتها وأنظمتها البيئية، وتشارك بأفضل الحلول للنهوض بالمشهد التكنولوجي في المملكة. وكجزء من الاتفاقية، ستقوم DataRobot، وهي الشركة الرائدة في سحابة الذكاء الاصطناعي، بتأسيس مقرها الإقليمي في المملكة العربية السعودية؛ إذ سيتم أيضًا إنشاء مركز تطوير الذكاء الاصطناعي ومركز للأبحاث.
إنَّ انطلاقة هذه الشراكة تعتبر أحدث خطوة اتخذتها stc وSCAI لتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة؛ إذ تؤكد DataRobot التزامها بإضفاء الطابع السلس على الذكاء الاصطناعي من خلال توفير حلول عالية الجودة للأفراد والمجتمعات في استخدام الذكاء الاصطناعي. وسيساهم هذا أيضًا في تعزيز خدمات الذكاء الاصطناعي إقليميًّا وعالميًّا في مجال التكنولوجيا الخضراء والنفط والغاز والرعاية الصحية، ويضع المملكة على الخارطة العالمية للابتكار التكنولوجي.
إن شراكة stc الاستراتيجية مع SCAI وDataRobot تتوافق إلى حد كبير مع أهداف رؤية 2030 واستراتيجية «Dare». وتهدف هذه الشراكة إلى تحسين الاقتصاد المحلي وتنميته مع الحفاظ على النمو المستدام للمملكة، وتطوير رأس المال البشري. وتنضم SCAI وDataRobots إلى قائمة شركاء stc الغنية، بما في ذلك Ericsson وHuawei وNokia لتكون من أبرز مزودي الخدمات الرقمية في إنشاء ثلاثة مراكز ابتكار للبحث والتطوير في المملكة.
وبهدف تمكين النظام البيئي الرقمي الشامل أطلقت stc مسبقًا مركزها الرقمي الرئيسي «MENA Hub» للشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستثمار قدره مليار دولار أمريكي، مما يضمن مكانة المملكة العربية السعودية الرائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودور stc كلاعب رائد في المنطقة، بما في ذلك تمكين اقتصاد المملكة والناتج المحلي الإجمالي. ولم تقتصر مساهمة stc على النظام البيئي الرقمي فحسب، بل استثمرت مع مجموعة Alibaba في خدماتAlibaba Cloud في الرياض-المملكة العربية السعودية برأسمال مال أولي قدره 238.3 مليون دولار (894 مليون ريال سعودي). ورفعت مستوى خدمات إنترنت الأشياء وذلك لكونها مزود خدمة محايدًا تقنيًا في قطاع التصنيع الصناعي الذكي، وصناعة النقل اللوجيستي الذكي، والمدن الذكية، من خلال المشروع المشترك مع صندوق الثروة السيادية السعودي وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) بنسبة 50:50 لتشكيل شركة جديدة متخصصة في إنترنت الأشياء (IoT).