عبد الله سليمان الطليان
نحن في هذا العالم نعيش تطورًا وتقدمًا علميًا وتكنولوجيًا هائلاً زاخرًا بالبحث عن المزيد من الرفاهية الإنسانية. هذه الرفاهية التي وجدت في حياتنا لم تأتِ مصادفة أو بشكل عشوائي فهي نتائج بحوث ودراسات واختبارات عميقة أخذت بعض منها وقتًا زمنيًا طويلاً. الشيء الذي يثير الإعجاب بل المفروض أن يكون قدوة هو الإصرار والتحدي على تحقيق النجاح رغم الفشل المتكرر من قِبل بعض أصحابها. ولسنا هنا في مجال الحصر أو الإشارة إلى تلك الإنجازات العلمية الباهرة التي تحققت, ولكن سوف نعرج على موضوع له أهمية قصوى وهو الأمانة العلمية التي صاحبت هذه البحوث والدراسات، فقد كانت في السابق على درجة عالية من الأمانة العلمية الجادة التي لا تعتمد على السرقة العلمية, التي مع الأسف استشرت في وقتنا الحاضر على نحو خطير في أنحاء العالم كافة.
هناك برنامج يطلق عليه Turnitin (تيرن ات ان) وهو برنامج طور بمبالغ طائلة للكشف عن السرقات العلمية. هذا البرنامج واسع الانتشار ويقع في إنجلترا, وتزداد حجم قاعدته المعرفية كل سنة لأنه يضيف كل مشروعات الطلاب, وكل صفحات الويكيبيديا, وكل المقالات الأكاديمية، وأي شيء آخر يمكن أن يجده على الإنترنت, لكي يكشف الغشاشين, والذي يوجد عنده تجاوز من الطلاب في الجامعات البريطانية فإنه يعاقب وفق الأنظمة مما يترك علامة سوداء على أمانتهم العلمية وسيرهم الذاتية إلى الأبد. أتمنى أن أرى مثل هذا البرنامج لدينا، فيقوم بتكوين قاعدة بيانات تتابع الطلاب من المرحلة الجامعية حتى التخرج للتأكد من عدم وجود مخالفات علمية كسرقات علمية. أعتقد أن هناك الكثير لدينا ممن لوثت شهاداتهم العلمية بشكل مخفي ومتعمد، وضاعت معه الأمانة العلمية التي هي عنوان المصداقية والجدية في البحث العلمي.