سهوب بغدادي
في موسم الإجازات تكثر الحوادث المرتبطة بالمرافق السياحية والمنتزهات باختلاف ماهيتها وأنواعها، إذ يهوى البعض الجبال والأجواء الباردة والبعض الآخر يعشق البحر والرمال الدافئة، فيما يفضّل أكثرهم السفر إلى الخارج خاصة في الصيف بحثًا عن الأجواء الماطرة، في الوقت الذي تعد فيه المنتزهات والمرافق الترفيهية إحدى ركائز جودة الحياة، نجد أن بعض تلك الأماكن تفتقر إلى الأمان ومعايير أساسية للسلامة، لذا يعد دور الجهات المختصة لازماً لضمان المعايير الآنف ذكرها، فضلاً عن ضمان ملاءمتها للفئات العمرية المختلفة. إن ما حصل في منطقة جدة الأسبوع الماضي مؤلم حقًا، ويسترعي الالتفات والتوقف على مسببات الحادثة، عندما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الدكتورة عفاف فلمبان وصديقتها لينا طه يوم السبت الموافق 6 أغسطس 2022 -رحمهما الله- وكان سبب الوفاة هو الغرق في البحر أثناء محاولتهما إنقاذ فتاتين تعرضتا للغرق، وللأسف حصل ما حصل، فمن المفترض أن يكون هناك منقذ حياة في كل بركة سباحة، وأي مسطح مائي يجتمع فيه العامة للسباحة والصيد وما إلى ذلك، الأمر الذي دفع الدكتورة عفاف وصديقتها لينا إلى القيام بعملية الإنقاذ بنفسيهما، نتيجة لعدم تلقيهما التدريبات اللازمة لم تتمكنا من الخروج من غياهب البحر فمن يتقن السباحة لا يتقن الإنقاذ بالضرورة. وفي حادثة مشابهة خارج الوطن قام عدد من السياح السعوديين بإنقاذ حياة أطفال من الغرق في دولة أوروبية، واتضح من خلال المقاطع المنتشرة أن المياه نهرية وراكدة بعكس البحر الذي تتغيَّر وتتبدل أحواله خلال ساعة، فرحم الله الدكتورة عفاف ولينا، ونجدد الدعوة لمرتادي الأماكن الخطرة بتوخي الحيطة والحذر وأخذ دورات في طرق الإسعافات الأولوية في حال الحوادث -حمانا الله وإياكم- حيث يقوم الهلال الأحمر بدورات باستمرار، ويمكن البحث عن كيفيتها لكل عمر على الإنترنت، ومن هنا، ندعو الجهات المختصة للتوقف عند هذه الحادثة وعمل ما يلزم لمنع تكرارها، إما بوجود شخص مسؤول في الأماكن العامة، أو بوضع كاميرات المراقبة لرصد المخاطر حين حدوثها.