أصبحت إستراتيجية استشراف المستقبل من الضرورات الملحة في وقتنا الحالي، ولاسيما أن التغيرات التي تحدث يومًا بعد يوم هي متسارعة ومتنامية، وذلك تساعد الجهات على توقع الفرص والتوجهات والتحديات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها وتوفير البدائل عنها، الأمر الذي يساعد في نهايته على التخطيط الإستراتيجي السليم، الذي يُسهم بدوره في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل وتساعد على وضع الخطط المستقبلية.
ويمكن تلخيص تعريفات استشراف المستقبل على أنها: عملية منهجية تشاركية تقوم على جمع المعلومات المستقبلية ووضع رُؤْى متوسطة وطويلة الأجل تهدف إلى اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ في الوقت الحاضر.
وتشمل إستراتيجية استشراف المستقبل على مجالات كثيرة منها: مستقبل رأس المال البشري والشباب ومستقبل التكنولوجيا والأنظمة الذكية ومستقبل الاستدامة والبيئة وتغير المناخ ومستقبل البنية التحتية والمواصلات ومستقبل الصحة ومستقبل التعليم ومستقبل التنمية المستدامة ومستقبل بيئة الحياة الإيجابية وجودة الحياة ومستقبل الطاقة ومستقبل الاقتصاد والامن الاقتصادي والتجاري ومستقبل الموارد المالية ومستقبل الأمن المائي والغذائي.
وحددت الدراسات المختصة في استشراف المستقبل خمس مهارات لإنجاح فاعلية الاستشراف في المؤسسة وهي كالآتي:
1- الكفاءة المنهجية والإجرائية:
الكفاءة في الطرق، والمحتوى، والعمليات. وتشير هذه المهارة إلى وجود فريق يمتلك الأدوات ولديه الكفاءة لتنفيذ عمليات الاستشراف بصورة مستقلة، أو على الأقل يتمكن من تقييم عمل الخبراء الخارجيين بطريقة مهنية، فيما تشير المهارات الإجرائية لما يتعدى تجميع التوجهات المستقبلية، إلى تنسيق ومعالجة هذه المعطيات بطريقة نظامية، وتعشيقها مع إجراءات صنع القرارات الحالية.