عندما تمر الأيام تقف عند محطة ذكرى رحيل الوالد القائد في الأول من أغسطس منذ عام 2005م تعتلي وجوهنا ابتسامة لطيفة لعهدٍ زاخر، وغصة حزينة لرحيل مؤلم، ودعوة بالرحمة لمؤسس عهد النهضة الشاملة الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله؛ فسلام الله على عهد خير ونماء.. حكمة وذكاء.. طموحٌ يعانق عنان السماء.
كان الفهد مضرباً لروح القيادة إقليمياً وخليجياً وعربياً؛ فاعتلى بذلك هيبة السيادة بحنكته وحكمته وشجاعته دينياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
كان عهد الفهد نقطة تحول في تاريخ المملكة؛ عهد سباق مع الزمن، مرَّ سريعاً كسرعة الفهد الذي يعدو مسرعاً للوصول إلى هدفه. فقد مرَّت أربعة وعشرين عاماً عامرة بالتطور العمراني ومواكبة الحضارة والتنظيم الداخلي والتآخي مع الدول المجاورة.
كان الفهد من أرباب السياسة العليا في حكمته وهيبته وسيادته وسداد رأيه، متواضعاً، لين الجانب لا ريب وهو القائل عن نفسه: أتشرف بلقب خادم الحرمين الشريفين أما صاحب الجلالة فهو رب العزة.
لم يكن الفهد قائد سياسة فحسب بل كان قائد سيادة يحمل هم الإسلام وأمة الإسلام جمعاء حيث أمر بتوسعة الحرمين الشريفين وسَّع الله قبره ورحمه رحمةً واسعة تسع السموات حتى سابعه والأراضين حتى آخرها، وأنشأ مجمع لطباعة المصحف الشريف، وكذلك أنشأ وزارة خاصة بالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، كذلك أسهم في تحرير الكويت، وإخماد الثورة الإيرانية، وأسهم في وضع مبادرة السلام لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي وغير ذلك.
ختاماً..
فهد القلوب رحلت روحك إلى السماء وبقيت بصماتك تعانق أروقة قلوبنا نتنفسها بأطيب دعاء، كما يطيب لصفحات التاريخ أن تخلد مآثرك ومنجزاتك الخالدة في حقبة تاريخية حاسمة..