بدا المتحور أوميكرون وتداعياته مرحلة طويلة لا نهاية لها، جلبت معها تساؤلات مُحدقة بالمستقبل البشري ومناعته، ذلك الحائط المنيع ضد أية أوبئة أو مُتحورات جديدة تماماً حتى لفايروس كوفيد 19 الذي ضرب عالمنا أواخر 2019 وعزل كُلُ عن كُله، فطفرات «أوميكرون» الكثيفة سمحت للفيروس بأن يتخطى أي مناعة مكتسبة، أي أن قدرة «أوميكرون» المناعية ضعيفة، رغم أن مُتحورتي أوميكرون BA.4 وBA.5 هما من سلالة منه، وهما طفرات ليست موجودة في السلالات الأولى من «أوميكرون»، ومن «النادر» التقاط العدوى مجدداً بعد التلقيح بهما في غضون ثلاثة أشهر.. لكن وفق الدراسات فإن المتحورات الفرعية الجديدة «تتجنب (أو تتحايل على) الأجسام المضادة المحايدة التي أنتجتها الإصابة بفيروس (سارس-كوف-2) واللقاح».
إذاً خط الدفاع الأول لحمايتنا «الأجسام المضادة» التي تمنع تدمير مناعتنا رغم المحفزات التي أضعفتها المُتحورات السابقة، تبعاً لحجم ومدى إشارات الخطر المختلفة التي يجري استشعارها أثناء الإصابة، فالجرعات المعززة من اللقاح المرتكزة على فيروس BA.1 كالتي طورتها «فايزر/ بيونتيك وموديرنا» «لم توفر الحماية الشاملة والواسعة ضد متحورات أوميكرون الجديدة»، على الرغم من أن اللقاحات طريقة رائعة للتغلب على هذه المشكلة لتحفزها جهاز المناعة وصنع الأجسام المضادة، وغيرها من الدفاعات المخصصة، حتى في حالة عدم وجود مرض، ليكون بذلك كالمستثمر الحكيم في الاستجابات التي يُبديها للحماية.. ولهذا تميل الإصابات إلى أن تكون أخف في مرات العدوى الثانية أو الثالثة بسبب المناعة المتبقية أو المترسبة التي يطورها الجسم.. وكأن هذه المتحورات تطورت وتحولت مُجدداً إلى أخطر صور العدوى التي تُصيب الرئتين مباشرة، عوضاً عن أنسجة الجهاز التنفسي العلوي، مما يجعلها تُشبه كثيراً متحورات ألفا ودلتا السابقة الأكثر حدة.
وفي الأخير على الجميع أن يعي أن «كوفيد ـ 19» لا يزال مصدر قلق كبيراً، حيث أصبح البعض عرضة للعدوى حديثاً والبعض الآخر في مأمن، لنجد الأجهزة الصحية في العالم إلى الآن في حيرة وارتباك.