عطية محمد عطية عقيلان
يتفاوت تفسيرنا لما نعتبره ونراه «فرصة»، ولكل واحد منا رؤيته الخاصة والتعريف والوصف لها، ويظهر ذلك عندما نتحدث عن الفرص الضائعة التي أتيحت لنا ولكننا فرطنا فيها، وكان يمكن أن تغير مجرى حياتنا لو استغللناها بالطريقة الصحيحة، وقد تتحول لنوع من التحسر والندم الضار على صحتنا وحياتنا وعلاقاتنا، مع التذكير بأن هناك عدة عوامل ومؤثرات للاستغلال أو الاستفادة لاتخاذ القرار الصحيح بما نعتبره فرصة كانت مواتية، وأن هذه المؤثرات كانت منطقية وحاسمة في وقتها وتبرر ما قمنا به من قرارات، منها عدم النضوج الفكري والقدرة على اتخاذ القرارات الجريئة والمناسبة والصحيحة، وذلك نتيجة قلة المعرفة والخبرة والدراية، كذلك الوضع المالي المحدود الذي يتخطى ما لاح لنا على أنها كانت فرصة، لأن الأرض أو البيت الذي عرض قبل عشرات السنين بآلاف معدودة وأصبح بالملايين لاحقًا فرصة غير متاحة لأن الآلاف المعدودة تتخطى قدرتنا في حينها، كذلك تأثير المحيطين بنا من أقارب وأصدقاء وزملاء، فهم مؤثرون في رؤيتنا وتوجهنا واتخاذ القرارات على الأصعدة كافة سواء العمل أو التجارة أو الدراسة.. لأنهم المحيط المؤثر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لذا عزيزي القارئ -لي ولك- لا تعتبر أنك أمامك فرصة إلا إذا كانت مواتية حسب إمكانياتك وقدراتك وفهمك وعلمك على جميع الأصعدة، عدا ذلك لا تعتبر فرصة، بل على العكس قد تكون ورطة تحولك إلى شخص مديون ومطارد من الديانة، وتتحول حياتك إلى الهروب المستمر من «الفرصة» المتوهمة، لأنها كانت فوق إمكانياتك وقدراتك وفهمك، وكانت مقامرة قمت بها وكانت نتائجها غير ناجحة، مع عدم إغفال أهمية المغامرة في حياة من يرغبون في تحقيق الاختلاف والتميز عن الآخرين، وأخذ الحكمة والدروس من حياة بعض رجال الأعمال ومغامراتهم التي حققوا بسببها النجاح والثراء عن أقرانهم وزملائهم لأنهم كانوا مغامرين في البحث عن تحقيق طموحهم عبر الفرص المتاحة أو صناعتها، وهذه المغامرة كما قال الفيلسوف طاغور «إذا أقدمنا على مغامرة فلا بد لنا أن نقذف وراءنا بكل المخاوف»، مع الأخذ في عين الاعتبار أنها قد تنجح وقد تفشل وقد تكسر، وهذا ما يجعل المغامرة ممتعة ولاسيما عند تحقيق النجاح والبروز وهذا ما تركز على عرضه المحطات الإعلامية ويتم عرضه عند سير الناجحين.
خاتمة: مفتاح السعادة والرضا والهدوء لنا تذكر مقولة «لا توجد فرصة ضائعة، كل ما فاتك ليس مقدرًا لك».