د.سماح ضاوي العصيمي
استقرأ العالم أسواق العمل المستقبلية ومدى تحكم الأنظمة التكنولوجية بمهام اقتصادية ضخمة، وقد ظهر مؤخرًا بوادر الاعتماد شبه الكامل على أنظمة تقنية مادية تختصر الوقت والجهد باحترافية عالية وأساليب متنوعة؛ فأصبحت التكنولوجيا حقلًا يشهد التطوير المستمر في مجالات متعددة صحية وأمنية وصناعية.
وفي السنوات القليلة الأخيرة شهد العالم أنظمة تكنولوجية أكثر تعقيدًا خاصة فيما يُعرف بأنظمة الروبوتات وأصبحت أجيالًا ذكية تحديثية قادرة على الاستجابة والاستشعار في جميع الظروف البيئية المحيطة، وصممت لإنجاز المهام على مدار الساعة تفوق قدرة البشر في القيام بها؛ حتى بات علم الروبوتات ROBOTICS مسارًا علميًا يُدمج فيه العديد من المهارات العلمية والهندسية قد تبلور مستقبل الاقتصاد الدولي كمًا وكيفًا.
ومن الملمح أن هذا التطور المتلاحق في ميدان علم الروبوتات قد أينع بهيكلة تخصصات مشتركة في بعض الجامعات العالمية الرائدة في مجال التقنية أبرزها البرمجة والهندسة الكهربائية والميكانيكية وغيرها؛ وصولًا بالخروج المادي بروبوتات مختلفة وفق مهام متنوعة صنعت من أجلها، الذي جذب بدوره اهتمام الناس بالعمل في هذا العلم والتخصص فيه، وازدياد الاعتماد على الروبوت في بعض تفاصيل الحياة واكتشافاتها في الفضاء وميدان الصحة والعمليات الجراحية المعقدة وأنظمة الدفاع الدولية الذي بدأ يتمخض بـ(جندي الروبوت) وقد تغيّر في المستقبل القريب من مفهوم الجيوش البشرية.
وبتزامن مع هذا التحديث التكنولوجي العالمي جاءت الرؤية السعودية (2030) برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، على استقطاب الكفاءات السعودية الشابة وتمكينهم بتخصصات فعالة أبرزها هندسة الروبوتات الميكاترونكس في بعض الجامعات الدولية والسعودية، إضافة لإطلاق بعض الشراكات مع جامعات دولية في توطين هذه التخصصات المستقبلية، لينتج أبناء هذه الأرض ما يحقق مستهدفات الرؤية والنهوض باقتصاد متنوع ومواكب للتغيرات العالمية المتسارعة، وحجز مقعد في مصاف التفوق التكنولوجي في المجالات الحيوية للدولة.