لقد كنت قريباً من الفقيد الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، -طيَّب الله ثراه- وتشرّفت بالعمل مع سموه الكريم وحضرت مجالسه العامرة.
أما اليوم، وقد ترجَّل يد الخير عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود الباقية، وهزَّ خبر رحيله الوطن وفجع قلوباً كثيرة طالما حُظيت بعطفه وحنانه، وغابت ابتسامته التي كانت بلسماً شافياً لجراحات كثيرين وآلامهم وأحزانهم وآهاتهم، وغاب نجم كان سامقاً بيننا، احتل في نفوسنا أعلى مكانة.
واليوم وقد ودعنا الرجل الشهم النبيل عبد الرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز، فاطمأنت نفسه الكريمة، وفجع الجميع، وحزن الشعب لفقده؛ وانحبست الأنفاس في الحلوق، وشرد الفكر بعيداً يستحضر مآثر رجل كبير، فاحتار ماذا يختار من خصاله الحميدة وأفعاله الجليلة، إذ كانت أعماله المتعددة، بل كل عمل منها أفضل من الآخر. فالحدث جلل والمصاب عظيم ووقعه على النفوس أليم، والحزن عميق. أما اليوم وقد ودعنا أبا فيصل الذي ملك حبه قلوبنا وسكن وجداننا، فقد كنا طيلة أيام مرضه نبتهل لله الواحد المتعال بالشفاء له. وتشرئب نفوسنا المتعطشة دوماً لرؤية، ابتسامته المعهودة وإطلالته البهية. لكنها على كل حال إرادة الله، فسبحانه وتعالى الذي كتب الخلود لنفسه والفناء على خلقه كافة. وإن غاب عنا عبد الرحمن بن ناصر اليوم بجسده، فسيظل خالداً فينا إلى الأبد بما سطَّره من سيرة عطرة وتركه من إرث عظيم في ميادين الخير والبر والإحسان.
فأسأل الله الرحمن الرحيم أن يجعل فقيدنا الكبير عبد الرحمن بن ناصر من أصحاب اليمين خالداً في جنات النعيم أبد الآبدين. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
** **
- عبدالله بن صالح آل سالم