د.عبدالعزيز الجار الله
جرت الحرب الإسرائيلية الفلسطينية 5 أغسطس 2022 ولمدة ثلاثة أيام فقط أعقبها وقف لإطلاق النار بموافقة الإسرائيليين والفلسطينيين على غير عادة الحروب السابقة من حيث قصر أيام الحرب، والاستجابة السريعة لوقف النار السريع، وهذا يعود إلى تطور الأحداث الدولية، فلا الدول العظمى في مجلس الأمن التي لها حق التصويت بالفيتو الأعضاء الدائمون وهم (الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الروسي). فلا هي نفسها الدول السابقة في الحسابات والتوازنات السياسية والعسكرية - بعد التطورات الجديدة - التي كانت تمرر القرارات حسب مصالحها مع إسرائيل، أو تكون مظلة لإسرائيل، بعد أن قامت حرب أوروبا على حدودها، وأيضاً صراع تايوان يقوم على حدود الصين:
- روسيا ليست هي روسيا قبل شباط/ فبراير 2022 بعد حربها ضد أوكرانيا فبراير الماضي، ووقوف أمريكا وأوروبا مع أوكرانيا باعتبارها حرباً على شرقي أوروبا.
- الصين أيضاً ليست هي الصين موحدة من وجهة نظر أمريكا ففي 2 أغسطس الحالي زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، لتقع أزمة حقيقية بين الصين وأمريكا (الاعتراف بالصين الموحدة).
- أمريكا هي نفسها ليست أمريكا ما قبل فبراير 2022 الحرب الأوكرانية والتي دخلت أمريكا كطرف بإرسال السلاح إلى أوكرانيا، وفرض العقوبات على روسيا، وزيارة نانسي إلى تايوان أغسطس 2022 التي اعتبرتها الصين تدخلاً أمريكياً في السيادة الصينية.
- بريطانيا وفرنسا بصورة أشمل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حيث يعتبر الاتحاد الأوربي وبريطانيا أن أحتلال روسيا لأجزاء من أوكرانيا هو احتلال لشرقي أوروبا لذا اصطفت أوروبا وأمريكا ضد روسيا.
يضاف إلى ذلك أن إسرائيل تقف إلى جانب أوكرانيا بصفتها الموطن الأول لليهود، وهذا أدى إلى سرعة وقف الحرب من الطرف الإسرائيلي بضغوط من أمريكا حتى لا يتوسع الصراع في هذا الظرف السياسي الغامض الذي لا يخدم إسرائيل.