أ.د.عثمان بن صالح العامر
يضرب هذا المثل العرب لما أشبه من سبقه في خلقه السيئ. وأخزم (الحية الذكر)، وكوهين هذا، صاحب التغريدات الهجومية على منبر الحرم المكي، ورث عن سابقيه من اليهود المتطرفين هذا الكره الدفين، والعداء لبلادنا المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، وأرض الحرمين الشريفين، ولا عجب فهو مصنف عربيًا «صهيونيًا متطرفًا» بامتياز. والقارئ قراءة تحليلية لما غرد به كوهين، ومن نهج نهجه ممن ركبوا موجة الهجوم على منبر الحرم ممثلاً بمعالي الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي، منذ الأسبوع قبل الماضي حتى تاريخه، يلحظ ما يأتي:
- الدلالة القوية على قناعة هذا المتطرف الذي يقود هذه الحملة الشرسة ضد معالي الشيخ ابن حميد بأهمية خطبة الجمعة (من حيث المكان) الذي تقام فيه (منبر الحرم)، و(من حيث الزمان) (يوم الجمعة)، وقوة تأثيرها عالميًا، خاصة في ظل وجود وسائل التواصل الحديثة، ومع الجهود التي تبذلها حكومة بلادنا المباركة ممثلة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من أجل إيصال صوت الحق للعالم أجمع، حيث مشروع ترجمة خطب الحرمين الشريفين لست عشرة لغة، ونقلها حية على الهواء عبر قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية، وحفظها في موقع الرئاسة (بوابة الحرمين الشريفين).
- الإيمان العميق عند هذا الغر بأثر الدعاء الذي يرفعه المسلم على المحتلين الغاصبين، وإلا لما اكترث هؤلاء القوم بما جاء في آخر خطبة معالي الشيخ -وفقه الله- من دعاء لا يتجاوز السطر، ولا تزيد كلماته عن العشر.
- الشعور الكامن لدى هؤلاء المتطرفين بقوة خطب الشيخ وعمقها وتميزه، ولذلك طالب كوهين باعتقاله: (ولن نقبل بأقل من اعتذار رسمي سعودي وفصل - لاحظ فصل - الكائن!؟ صالح بن عبد الله بن حميد من إلقاء الخطب).
- توظيفهم المشين لموقف الدين الإسلامي الذي عليه نهج بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية من التسامح بين الأديان والتعايش الإنساني، ومحاولتهم شق الصف واختراق لبنات مجتمعنا السعودي من خلال تغريدة كوهين الرابعة التي جاء فيها: (أنا ناظر على أحر من الجمر سماع مسؤول سعودي سياسي أو ديني يتكلم عن التسامح بين الأديان والتعايش مع اليهود حتى أشوف الرد)، وكأني به يريد وينتظر من يفند ويرد على دعاء ابن حميد، ولم يعلم هذا المتطرف أن من أبرز من تحدث عن التعايش من منبر الحرم المكي هو الشيخ صالح بن حميد، وذلك في خطبته (التعايش والوفاق في المجتمع المسلم) المؤرخة في 24-5-1437هـ معرفًا التعايش الحضاري وما يعنيه، ومبينًا أثره على الفرد والمجتمع، وفي الوقت ذاته محددًا دلالة مصطلح التسامح وماهيته في الإسلام، وضاربًا المثل في حقيقة التعايش بما هو الحال في دولة الإسلام الأولى من وجود المسلمين في مجتمع فيه غير المسلمين من اليهود وغيرهم، وذاكرًا بالتفصيل قيم التعايش الحضاري وأسس التسامح الديني التي من أبرزها في نظره: (المساواة بين الناس، العفو والصفح، الحرص على هداية الخلق وستر العيوب وعدم تتبع العورات، القول الحسن والتعامل الحسن الذي لا يتوقف على دين أو مذهب بل هو حق لكل الناس، الرفق والإنصاف، والحب والابتسامة، وحسن الظن، وطيبة القلب، وسلامة الصدر، والاحترام والتقدير).
- التخويف بأمريكا: (أرسلت منذ قليل إلى الجهات الحكومية الإسرائيلية ترجمة عن خطبة المدعو صالح!؟ الخطبة التحريضية ضد اليهود كما أرسلتها لجهات أمريكية) وكأن الحكومتين في انتظار رسائله من أجل تنفيذ مطالبته بالاعتقال أو الفصل، ومع العلم أن الخطب المكية والمدنية تترجم حية على الهواء، وتحفظ في موقع رسمي، ليسمعها العالم كله، وليجدها من فاتته في موقع الرئاسة بلا حاجة للترجمة أو الإرسال من قبل كوهين.
- اختيار الزمان والمكان والإنسان لإحداث هذا الضجيج المفتعل والمدروس والموجه في ظني، فالدعاء على المحتلين لأرض فلسطين سرًا وعلانية ديدن كل مسلم، لما لهم من صنائع مشينة ضد الإنسانية عبر التاريخ، وعلى وجه الخصوص ضد المسلمين في القدس الحبيبة حتى الساعة، ولكن لما للتغيرات السياسية اليوم، والموقف القوي لقيادتنا الحكيمة ضد هذا الاحتلال، ومطالبتها بحق الفلسطينيين. ودمت عزيزًا يا وطني. وإلى لقاء والسلام.