لطالما أرقتني وأخذت حيزًا ليس بالقليل من تفكيري البسيط مع أني أذكر أنني قد كتبت شيئًا من هذا القبيل عن هذا الموضوع منذ زمن ألا وهو إيجاد متنفس لأهالي مدينة الرياض والمقيمين على ثراها. مدينة الرياض تكبر وتتوسع بشكل سريع ولافت للأنظار، وبكل أسف لا يوجد لأهاليها متنفس يقضون فيه عطلهم الأسبوعية وإجازاتهم الرسمية وعطل الأعياد والمناسبات لتخفف عنهم أعباء الحياة وهمومها.
مدينة الرياض مدينة صحراوية جافة، الحياة فيها قاسية ومتعبة حيث لا نهر ولا بحر وحتى لا بحيرة، السكان فيها يتضاعفون بأعداد مخيفة، وميناء العقير الذي أعتقد أنه أول موانئ المملكة على الضفة الشرقية وشواطئه الجميلة التي لا تبعد عن مدينة الرياض إلا قرابة الثلاثمائة كيلومتر -على ما أعتقد- من السهل مع التقدم التكنولوجي إيجاد طريق سريع يربط هذا الميناء وهذه الشواطئ العذراء بالعاصمة لتكون متنفسًا لأهالي مدينة الرياض والمقيمين فيها وزوارها. وإذا كان سكان مدينة الرياض اليوم يزيدون على خمسة ملايين نسمة فإنها قد تصبح بعد سنوات لا تزيد على أصابع اليدين سبعة ملايين، وفي خلال أقل من ربع قرن سوف يكون عدد السكان قرابة عشرة ملايين، ولو سحبنا مياهًا من البحر بالعقير غير محلاة وأصبحت تصب في أودية الرياض الرئيسية، وتم عمل بحيرات وشلالات مائية، وغرست أشجار المنغروف وغيرها من الأشجار، لساهم ذلك في تلطيف أجواء مدينة الرياض وما في محيطها، وساهم -بإذن الله- في نشوء السحب وتساقط المطر وإنشاء الألعاب المائية وبرك السباحة، وتعدلت الأجواء، وساهم في تحسين نفسيات الناس. وهذا المشروع لو قورن بالمشاريع التي يتبناها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بهمته الكبيرة وتفكيره الناضج ومشاريعه الطموحة لا يقارن بمدينة نيوم أو مشروع البحر الأحمر أو حتى مشروع مدينة القدية والمملكة العربية السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وغيرها من المشاريع الجبارة التي يصعب حصرها.
وأذكر أن الشيخ حمد الجاسر والأستاذ المرموق عبدالله بن خميس -رحمهما الله- قد استفاضا وأسهبا في الكتابة والدعوة إلى جلب مياه البحر إلى مدينة الرياض، ومن الممكن أيضًا الاستفادة منها في الفنادق والشركات والبناء بأنواعه وغسل الملابس والبيوت وأشياء كثير تساعد في ترشيد الصرف من المياه المحلاة التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة وتذهب سدى، بينما من الممكن أن تحل مياه غير محلاة وبتكلفة أقل مكانها. والعلم اليوم يتقدم بشكل مذهل ليحل أغلب معضلات الأمس ويجعل الحياة أكثر يسرًا وسهولة.
أملي في الله ثم في ولي عهدنا الهمام أن يتحقق هذا الحلم لكل إنسان يعيش على أرض الرياض أو يزورها. والله الموفق.