ما إن ترمق عيناك شعار الدبلوماسية الأشهر في أي مكان. أو رأيته من خلال أي وسيلة إلا وتتحفز ذهنياً وتؤمر لفرض الصمت وتتهيأ للإنصات. فقد أوعز هرمون السعادة بتلقي الخبر الجميل والنبأ السار. هذا ليس رأيي، بل رأي من يعرف قلعة الدبلوماسية السعودية ولا غرابة في ذلك، فطريقها الواضح ومسارها الشفاف يستمد التوجيه ونبيل الرسالة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله بنصره. الأمر الذي جعل شعور الاحترام راسخاً في نفوس الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها، والتاريخ المنصف لم يتكلم بعكس ذلك عن الدبلوماسية السعودية وما يزيدها شرفاً ورفعة أنها تترجم القيم الرائعة إلى واقع. وهذه القيم هي المؤشر الحقيقي للحياة.
فقد ذهبت هذه الوزارة إلى عقد الكثير من المؤتمرات والندوات التي تحض على الحوار والتعايش ونبذ التطرف الذي هو انعكاس حقيقي لسياسة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها. وعلى صعيد الأزمات فكم من عاصفة هوجاء كانت ستجتاح العرب والعالم الإسلامي أصبحت برداً وسلاماً بفضل التعاطي البنّاء مع الحدث وروح التفاوض الرائع الذي ينبثق من موقفٍ لا يخطئ حدقة الصواب، وتقييم للأحداث يبين للآخرين أن الحوار والتفاوض لا تعوضه أي قوة .
ولولا الله ثم سياسة قيادتنا الرشيدة التي تشرحها هذه الوزارة لأصبحت كثير من أحلام العرب خاصة في مهب الريح، حيث استطاعت بوعيها وإدراكها أن تذهب بكثير من أطراف النزاع إلى السلام .إلى الحياة. ولعمرك فهي لا تحمل على عاتقها مصلحة سعودية صرفة فحسب. بل تحمل على عاتقها عبء العالم أجمع ولا عجب أن تنصبت على عرش الدبلوماسية العالمية فهي أهل لذلك والتاريخ في هذا لوحة ناطقة.
فلا تجد إلا من يحمد صنيعها من رعايا العرب والعالم الإسلامي الذين استوصى بهم خيراً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، سدد الله خطاهم وأخذ بزمام أمرهم للرعاية حين تضيع الحيلة ويستحكم اليأس وتعجز الأقدام عن حمل صاحبها. فأيُّ زهوٍ يطاول النجوم بعد هذا؟ وأي افتخار يعادل افتخارنا بهذه القلعة المظفرة؟!
واليوم يقود مسيرة السلك دبلوماسي مرموق، وعارف محنك، وأكاديمي متمرس. برته عواصف السنين الثلاث فما زادته إلا ثباتاً، وواجه الخطوب فما ازداد إلا جرأةً إنه وزير الخارجية صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود حفظه الله. ففي صفته الوظيفية ثقة تتجلى على مشرق الشمس ومغربها. هذه دبلوماسيتنا، وهذا شعارنا الذي لا يخامر من يتأمله إلا شعور الاحترام، يترجم بالأفعال وليس الأقوال يزينه ويعكس أبعاده النصف الأول من الآية الثالثة عشرة من سورة الحجرات.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
هذا التصميم الرائع كان فكرة عملاق الدبلوماسية الأمير سعود الفيصل رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الأمة خير الجزاء.
أخيراً.. ستتفقون معي أن وزارة الخارجية السعودية غرة في جبين هذا الزمان.
وهذه قريحتي تصافحكم مع التقدير
شعارٌ أصله من خير راية
له في كلِ مفخرةٍ رواية
مهاباً في بقاع الله يحظى
بإجلال وقدراً لا دعاية
وما سبابة الإعجاب دوماً
تشير إليه إلا عن دراية
فلو البدرُ ينطقُ قالَ إنيِّ
أهيمُ به إلى ما لا نهاية
تعهده المليك بكل عزم
ووال العهد اولاه الرعاية
فلا عينٌ سوى الرحمن يعزى
لها فضلُ بعزم أو حماية
سلام الله ما شمسٌ تجلت
عليهِ .. وما تُلي للذكرِ آية
** **
Gh_F_sh@