عبده الأسمري
ما بين «مختبرات» الكيمياء و»منصات» العطاء» حصد عبارات «الثناء» في متون «التخصص» ورسخ اعتبارات «الاستثناء» في شؤون «الاختصاص»..
كتب جملته «الفعلية» من أفعال مبنية على «العلوم» كان فيها «الفاعل» المرفوع بالقيمة والضمير المتصل بالمقام.
تجاذب مع «سمو» المعارف وانجذب إلى «رقي» المشارف» ملاحقاً «بعد» نظره ومسابقاً «حد» فكره لينال «أسبقية» المعالي ويجني «أحقية» العلا..
ما بين «مصابرة» البدايات و»مثابرة» الأولويات كان «الناتج» الصحيح من «معادلة» التنافس و»القاسم» المشترك في «مسألة» التفوق والرقم الصعب في «نتيجة» الحضور..
إنه معالي وزير الصحة السابق ومدير جامعة الفيصل الدكتور محمد آل هيازع أحد أبرز رجال الدولة وعلماء الكيمياء والقياديين في السعودية والخليج.
بوجه جنوبي أصيل يعكس «أصول» النشأة ويبرز «فصول» التنشئة مع تقاسيم «تهامية» تشبه والده وتتشابه مع أخواله وملامح خليط بين «الجد» و»الود» متباينة بين «الهيبة» و»الطيبة» وعينان تنبعان بالتفكر وتسطعان بالتدبر وكاريزما تسمو وسطها بصمات «التهذيب» وتتسطر فيها سمات «الرقي» وأناقة تعتمر «الأزياء» الوطنية وتشكيل شخصي متأنق ومحيا عامر بالنبل وصوت جهوري تتقاطر منه «انفرادات» علمية و»مفردات» عملية وصدى حضوري تتوارد فيه «عبارات» مهنية و»قرارات» رسمية قضى آل هيازع من عمره عقوداً وهو يملأ قاعات «الجامعات» بالحضور ويبهج طاولات التخطيط بالقرار ويكمل فراغات «التأسيس» بالاقتدار ويصيغ نتائج «التنفيذ» بالاعتبار أكاديمياً وقيادياً ووزيراً وشورياً وضع اسمه في «قوائم» القياديين و»مقامات» المؤثّرين» مؤسساً لصروح الفارق في ساحات» الأثر» ومؤصلاً لطموح الفرق في مساحات «التأثير».
في أبها درة «الصيف» وجوهرة «عسير» ولد في مساء شتوي مفعم بالفرح ومطعم بالبشرى وامتلأت أرجاء الحي البسيط الذي كان يقطنه حينها بتباشير البهجة وتعابير المهجة وتفتحت عيناه صغيراً على والدين كريمين اسبغا عليه وعلى إخوته بهدايا النصح وعطايا الفلاح وانخطف صغيرًا إلى اتجاهات «الوجاهة» وأبعاد «التوجيه» في توصيات والده وإلى مضامين «اليسر» وآفاق «الرضا» في دعوات والدته.
ركض آل هيازع مع أقرانه في أحياء شمسان والخالدية والمنهل والقابل مردداً «أناشيد» الطفولة في نهارات الضياء ومطلقاً «أمنيات» البطولة في مسامرات المساء.. مفضياً إلى أسماع والديه ليلاً أحلام المستقبل وآمال الغد.. وتعتقت روحه باكراً بنسائم «الضباب» وتشرَّبت أنفاسه أنفاس «المطر» فنشأ مخطوفاً إلى جمال الطبيعة ومشفوعاً بذكريات الأماكن وظل يرقب «البساطة» في وجوه العابرين ويرتقب «الوساطة» في معاني السائرين وسط أسواق البلد القديمة متشرِّباً معاني «الشيم» و»القيم» في تلاحم الجيرة ونقاء السريرة بين جيران الحي ووسط أمان العيش..
عكف آل هيازع صغيراً على «القراءة» الباكرة في تلك الصحف والمجلات والكتب التي كان يقدمها والده «الحصيف» له ولإخوته أمعاناً في تغذية عقولهم بمناهج الفكر الأمر الذي حوله طفلاً إلى «مبدع «يزين مجالس «الكبار» بأسئلة «النبوغ» ويبهر مناسبات «الأسرة» بإجابات التميز..
درس آل هيازع المرحلة الابتدائية في المدرسة الفيصلية ثم انتقل للمتوسطة الثالثة ومنها للثانوية الأولى بأبها ونظراً لمحدودية التعليم في مدينته الحالمة حزم حقائبه للرياض بحثاً عن مقعد جامعي لدراسة الطب الذي كان حلمه الأول وتفاجأ بوجود فرص للابتعاث لدراسة الطب في بريطانيا، واجتاز جميع إجراءات الابتعاث وظل شرط موافقة ولي الأمر واستخراج جواز السفر.. ولكن والديه أبلغاه بعد رغبتهما في أن يدرس خارج أبها، حيث التحق بقسم الكيمياء بفرع جامعة الملك سعود بأبها وتخرَّج الأول على دفعته عام 1981 ، تم تعيينه معيدًا في قسم الكيمياء ثم تم ابتعاثه وحصل على الماجستير في الكيمياء عام 1988 ثم الدكتوراه في ذات التخصص عام 1992 من جامعة بوسطن بأمريكا.
وبعد عودته تعيَّن على وظيفة أستاذ مساعد في جامعة الملك سعود بأبها، ثم انتقل لكلية العلوم في الرياض، ثم صدر قرار تعيينه وكيلاً، ثم عميداً لكلية التربية في أبها، وبعد إنشاء جامعة الملك خالد تم تعيينه عميداً لكلية العلوم، ثم الهندسة والحاسب الآلي إضافة للعلوم، ثم وكيلاً للدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة.
صدر الأمر بتعيينه مديراً لجامعة جازان من عام 1428 وحتى عام 1436 كأول مدير لها بعد استقلالها وقد تعيَّن بها وفيها ثلاث كليات فقط يدرس فيها 3000 طالب وطالبة وتحولت وتوسعت تحت إداراته لتصل إلى 40 كلية بمختلف التخصصات، تضم حوالي 70.000 طالب وطالبة وقد شهدت الجامعة في عهده تطورات مذهلة على كافة الأصعدة، حيث أصبحت أفضل جامعة سعودية ناشئة، وأول جامعة سعودية ناشئة تنال عضوية الاتحاد العالمي للجامعات.
وصدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للصحة في 16 صفر عام 1436 حتى 9 ربيع الثاني 1436هـ ورغم قصر المدة إلا أنه قام بأعمال مبهرة ظلت من بصماته المميزة في الوزارة. ثم اختير عضواً بمجلس الشورى ثم تم تعيينه رئيساً جامعة الفيصل من 1 مارس 2015 حتى الآن، حيث وصلت الجامعة لأن تكون من أفضل 800 جامعة عام (2017)، وتميزت لتكون واحدة من أفضل 300 جامعة حول العالم عام (2020)، كما حصلت جامعة الفيصل على المرتبة الأولى محلياً، وعربياً، والـ31 عالمياً، وفق الترتيب العالمي لأفضل 200 جامعة لا يزيد عمرها الزمني عن 50 سنة في العالم لعام (2020) في تصنيف تايمز للتعليم العالي.
ويشغل آل هيازع رئاسة مجلس إدارة مدارس مسك، وعضواً في أول مجلس لشؤون الجامعات بالسعودية وعضو مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وعضو مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب. وقد عزَّزت مبادراته فرص التعلم التجريبي، وتأمين التمويل للبحوث والمشاريع ذات الرؤية ولديه عشرات العضويات الأخرى في لجان وقطاعات وجهات محلية ودولية، وترأس العديد من الهيئات وفرق العمل، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات في الداخل والخارج.
الدكتور محمد آل هيازع الكيميائي الاستثنائي والقيادي البارع صاحب «البصمات» الباهرة في واقع «القيادة» ورجل «الإنجازات» الزاهرة في وقع «الريادة».