د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث السابق في مجال النفط كان يدور حول التوجه إلى تقليص الاعتماد على النفط وصناعته، واستغناء الغرب عن النفط ومشتقاته، والبحث الجاد عن الحلول وبدائل النفط في الدول المستهلكة، هذه الطروحات كانت قبل أن يمر العالم بأزمات كبرى متتالية في السنوات الأخيرة، هي:
- الركود الاقتصادي المتذبذب خلال العشر سنوات الماضية التي أنهكت الاقتصاد العالمي.
- جائحة كورونا (كوفيد 19) التي هزت الاقتصاد العالمي خلال العامين 2020– 2021م.
- الحرب الروسية الأوكرانية مارس 2022م التي نتج عنها العقوبات الاقتصادية من أمريكا وأوروبا على روسيا، مما أثر كثيراً على إمداد النفط والغاز والقمح.
لذا جاء في اجتماع الأربعاء الماضي 5 محرم 1444هـ، الموافق 3 أغسطس 2022م -الاجتماع الوزاري الحادي والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والدول المنتجة من خارجها (أوبك بلس)، جاء توجهات جديدة عبر الإعلان عن المخاوف الحقيقية على مستقبل صناعة النفط، لأن الانخفاض الشديد في الطاقات الإنتاجية الفائضة يستدعي استغلال هذه الطاقات بحذر شديد عند الاستجابة للاضطرابات الشديدة في الإمدادات، وتلخصت المخاوف في:
- أن هناك نقصاً حاداً في الاستثمارات في صناعة البترول قد حدّ من توفّر الطاقات الإنتاجية الفائضة.
- تراجع الاستثمارات في هذه الصناعة نتيجة تباطؤ عمليات: التنقيب (الحفر) والإنتاج، والمعالجة والنقل، والتكرير والتوزيع.
- المخاوف الشديدة في عدم كفاية الاستثمارات، في قطاع التنقيب والإنتاج.
- التراجع عن تطوير الاستثمار سيؤثر في توافر الإمدادات الكافية إلى السوق، لتلبية الطلب المتزايد فيما بعد في المنظور القريب جدا عام 2023م.
- نقص عام في دعم الاستثمار لتطوير صناعة النفط، وهذا يشمل جميع الدول المنتجة للبترول غير الأعضاء في منظمة أوبك وغير المشاركة في اتفاق أوبك بلس، وبعض الدول الأعضاء في أوبك، وبعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس من خارج أوبك.