ناصر بن حامد الأحمد
الهيمنة أو «Hegemony» مصطلح أصبح يأخذ حيزًا مهمًا في وصف حالات متعددة تتعلق بالسياسة الدولية. مصطلح «الهيمنة» له دلالات عميقة، على الأقل ضمن مدرسة الواقعية السياسية، لشرح سلوك الدول العظمى في سياساتها الخارجية بشكل خاص وأحيانًا يتم استخدامه لشرح سلوك الدول الإقليمية الكبرى التي تتجه نحو تبني سياسات توسعية في إقليم معين ناتجة عن مخاوف أمنية عميقة لديها. جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وصف حالة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تعيش في وضع مثالي فريد حيث يحدها المحيط شرقًا وغربًا بينما كندا والمكسيك تقبعان على حدودها الشمالية والجنوبية والدولتان بدورهما، بالطبع، لا تشكلان أي تهديد لنفوذ بلاده؛ بمعنى آخر، الشعب الأمريكي برأيه هو الوحيد على وجه البسيطة الذي يجب ألا يخشى من الغزو الخارجي بسبب عدم وجود قوة تضاهي الولايات المتحدة في النصف الغربي للكرة الأرضية. يُفهم من ذلك أن العلاقة بين الهيمنة في الإقليم والاستقرار بأنها علاقة وطيدة أي أن النظام الدولي بشكل عام يميل إلى الاستقرار إلى حدٍ كبير عندما تصبح دولة ما هي المهيمنة ما يمكّنها من السيطرة على كل الدول الأخرى في النظام، ويتزعزع النظام الدولي في حال عجزت أي قوة من القوى الموجودة في النظام من فرض الهيمنة. لهذا السبب واشنطن، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، في تقديري، تسعى جاهدةً لعرقلة أي محاولة لأي دولة أن تصل إلى وضعها المثالي نفسه-الاستثنائي مهما كان الثمن وذلك لمنع أي محاولات لـ «الهيمنة» وستواصل مساعيها في إعاقة أي قوى لديها المؤهلات لأن تصبح «قوة مهيمنة» بكل السبل.