د.عبدالعزيز العمر
بعد منتصف السبعينيات الميلادية تم ابتعاثي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكنت وأنا أهمُّ بالنزول ليلا من درج السطح متوجها إلى مطار الرياض القديم أسمع نحيب ودعاء والدتي، رحمها الله، فوالدتي كانت ترى أني ذاهب إلى المجهول، لم أكن أعلم يقينا أن دعاء والدتي كان هو الحصن الذي منع عني شرورا كثيرة وجلب لي كل خير (بعد توفيق الله).
بدأت رحلتي إلى أمريكا من مطار الرياض القديم عابرًا المحيط الأطلسي إلى نيويورك. ويشاء الله أن يكون أول مؤشرات استجابة دعاء والدتي لي أن أتعرف في إحدى محطات رحلتي إلى أمريكا على شاب سعودي له قريب يدرس في نفس جامعتي (د. سليمان الجبر رحمه الله)، فاتصل هذا الشاب عبر كابينة هاتف بالدكتور الجبر وأبلغه بأني قادم إليه عبر الرحلة الفلانية، يا الله... شكرا لك يا أماه. وبوصولي إلى مدينتي الجامعية الصغيرة وجدت المرحوم دكتور الجبر في انتظاري في صالة القدوم، أخذني د. الجبر إلى منزله حيث يعيش مع زوجته وطفله، وأقمت معه في منزله ليلتين إلى أنهى موضوعي مع الجامعة والبنك، يا الله، شكرًا لك يا أماه ...اللهم ارحم عبدك سليمان الجبر وأسكنه في فسيح جنانك وتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمتك. وأختم بالقول إنني عندما عدت إلى الوطن في أوائل الثمانينات الميلادية بعد أن حصلت على الدكتوراه ورزقني الله بطفلين شعرت أن فرحة والدتي أزاحت عني الغم الذي أصابني بسبب قلقها علي.