ميسون أبو بكر
الباحث في تاريخ الجزيرة العربية الدكتور عيد اليحيى الذي تبعنا خطاه في برنامجه «على خطى العرب» على قناة العربية لسنوات يتابع مسيرته التوثيقية الإعلامية في فيلم «حجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم» الذي تواكب عرضه مع موسم الحج الأخير، والمبدع فيه أنه وقف في ذات الأماكن التي مر بها النبي الكريم بعد أربعة عشر قرناً من الزمان وشرح شعائر الحج، كما قام به النبي الكريم واقتدى به الصحابة عليهم السلام.
بعد خبرة طويلة في التأريخ والتوثيق للدكتور عيد جاء هذا الفيلم مخاضها وبإمكانيات فنية رائعة ليكون ثراء مضافاً لأرشيف القصص التي تحدثت عن النبي الكريم.
تذكرت وأنا أتابع فيلم حجة الرسول الكريم وروحي تقتفي خطوه في الوديان والشعاب ما أشار إليه اليحيى في لقائه ببرنامجي عين ثالثة قبل أعوام أنه لا بد لنا من توثيق التاريخ عبر ما نملك من وسائل تقنية وإعلامية تساعد في نشره وزيادة الوعي به لدى الأجيال الحالية، واليحيى كانت له جهود حثيثة في توثيق تاريخ المملكة ومناطقها عبر «على خطى العرب»الذي كان بمثابة منهج اجتماعي تاريخي تراثي، فهو يؤمن بأنه من مظاهر تعزيز الهوية الوطنية هو إحياء التاريخ عبر وسائل عصرية، فكما أشار في عين ثالثة إلى أن من مظاهر تعزيز الهوية الوطنية لدى العرب كالإنجليز مثلاً أنهم أعادوا تمثيل بعض المعارك المهمة في الأفلام والأعمال الوثائقية، واليابان أعادت تراث مقاتلي الساموراي في كثير من الأعمال السينمائية، ونحن لدينا الكثير لنحكي عنه للعالم الذي يتطلع اليوم لسبر أغوار مملكة عظيمة.
العناية بالتاريخ أمر مهم؛ فهو ليس مادة مضت إنما هو من نسيج الحاضر والمستقبل واستحضار التاريخ هو امتداد لواقعنا وتذكير بعظمة أجدادنا وآبائنا.
نحن طارئون على المكان والمكان به قصص كثيرة وحضارات عظيمة تركت أثرها وإعادتها للذاكرة جزء من الانتماء للمكان.
نحن إذ استمتعنا بمشاهدة فيلم حجة الرسول الكريم فإننا نطمح اليوم لفيلم سينمائي بلغات العالم يعرض في صالات السينما العالمية، وهو طموح ضيفي الذي أعلن عنه في لقائي به يقدّم بلغات العالم يحكي قصة هذه الأرض العظيمة وحضاراتها وأماكنها بطريقة سينمائية مشوِّقة وحرفية.