سهوب بغدادي
شهدنا خلال السنوات الماضية ظاهرة سلبية في مجتمعنا، تمثلت في طلب الشابات اللجوء في الخارج ، كحالة معظم الفتيات الهاربات إلى الخارج، وأقرب مثال ما كشفت عنه الشابة وسام السويلمي، التي عادت خلال الأسبوع المنصرم إلى أراضي المملكة، بعد لجوء دام سنوات في الخارج خوفًا من عائلتها، ففي هذه الحالة يتم توفير الحماية من الهيئات والجهات المختصة لمنع تكرار هذه الحالة مستقبلًا، وقد تكون البرامج التوعوية والإعلان المكثف عن وجود هذه (الحماية) للفتاة وعلاقتها بأسرتها كل ما تحتاجه في لحظة ضعف -حمانا الله وإياكم- بغض النظر عن بعض الأفراد الذين يمتلكون أحقادًا دفينة وضغائن لأسباب اجتماعية، وثقافية، ودينية، ونفسانية. في بعض الأحيان، يجب أن يفقد الشخص شيئًا عزيزًا ليعي أنه عزيز، ويبتعد عن مواطن الراحة ليعيش التذبذب والتخبط ليعود أقوى من ذي قبل بحس واعٍ ويقين لا يخالطه شوائب، ولا يسعنا سوى أن نقول إن الإنسان خطّاء ولكن الأهم من ذلك أن يعود عن الخطأ، وسيجد أذرعة وطنه وأهله بإذن الله مشرعة له، من خلال قصة وسام وهي أقرب مثال، تصاعدت رغبة العديد من اللاجئات في الرجوع إلى المملكة العربية السعودية، فما شهده الشباب من حملات مضللة واستهداف في القيم والمعتقدات والتشكيك في الذات ليس هينًا، بالتأكيد كانت ولا تزال المملكة محطًا للأنظار من خلال موقعها الرائد في نطاقات اقتصادية وسياسية، علاوة على معاصرتنا للتغيرات والتحسينات التي شملت المرأة السعودية خاصة والمجتمع عامة، وتلطيف الخطاب الديني وتقليل نسب البطالة إلى منحنى استثنائي، فلا أعلم ما الذي يجعل أي شخص يترك هذه البلاد ولا يكون جزءاً من عملية التغيير الذي سنرسمه بأيدينا؟ من هنا، يستحسن وجود منصة مختصة أو منبثقة من أبشر يتقدم من خلالها اللاجئون بعرض حالاتهم قبل اللجوء والتوقف على كل حالة على حدة وتقييمها، من ثم إعادتهم إلى أرضهم مع إعادة تأهيلهم في مركز مختص لمدة تتوافق مع مدة اللجوء نفسيًا وثقافيًا ومهنيًا، فقد يكون الشخص يريد أن يشعر بالأمان والحماية مثل (وسام) فتقدم الدولة ما يلزم الحالة على حسب احتياجها، وليس بالأمر المستغرب أو المستحيل على المملكة فلها الفضل على الجميع، دمتم بسلام.