الحديث عن الشيخ محمد بن ريس (رحمه الله)، الذي عاش بهذه الدنيا بصمت ورحل عنها بصمت بعمر جاوز التسعين عاما وهو من كبار أعيان مدينة الرياض، وأعرفه منذ ثلاثين عامًا، حيث مجلسه ببيته العامر، فهو الشيخ الذي حباه الله بالتواضع وحبه للآخرين وما يتصف به من بصيرة وحكمة ورجاحة عقل، حيث رحابة صدره للزائرين بمجلسه العامر كل يوم بعد صلاة المغرب، حيث يفد إليه الكثير من الأقارب والمعارف ليستنيروا برأيه وحكمته وبصيرته، ولا يبخل بذلك والكثير استناروا بحكمته وبصيرته وسداد رأيه، وهو صاحب بر وصلاح لم ينقطع عن صلة أرحامه وأقاربه حتى أدركه كبر سنه وأقعده المرض لسنوات، فشيخنا (رحمه الله) ترك بصمة ذهبية لكل من يعرفه ودخل مجلسه، ونجده دائما يسأل عن الآخرين للاطمئنان عليهم لمن غاب عنه، حيث يسعد لسعادتهم ويفرح لفرحهم ومن طيب سريرته وبصيرته دائما كثير النصح والتوجيه النابع من إيمانه وحكمته وبصيرته (رحمه الله) وذلك لما يكون الزائر بمجلسه لوحده أو يكون خارجًا من المسجد ودائما يمسك بيدي من شدة نصحه وحبه ورحابة صدره وصدق سريرته، فهؤلاء الرجال يبقى ذكرهم بالمجالس بعد رحيلهم عن الدنيا، حيث عاشوا من أجل الآخرين وسعادتهم، وتركوا هذه الدنيا بالذكر الطيب والسيرة الحسنة، ولا نقول إلا رحمك الله وغفر الله لك يا أبا عبدالعزيز {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- ناصر بن إبراهيم الهزاع